وصية لمؤدب
وصية لمؤدب
مواعظ الأمام الشافعي - صالح الشامي
أدخل الشافعي رحمه الله يوما الى بعض حجر هارون الرشيد، ليستأذن له، ومعه سراج الخادم، فأقعده عند أبي عبد الصمد، مؤدب أولاد الرشيد.
فقال سراج للشافعي: يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين، وهو مؤدبهم، فلو أصيته بهم.
فأقبل الشافعي على أبي عبد الصمد فقال:
ليكن أول ما تبدأ به من اصلاح أولاد أمير المؤمنين، اصلاح نفسك، فان أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تكرهه.
علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه.
ثم روّهم من الشعر أعفّه، ومن الحديث أشرفه.
ولا تخرجهم من علم الى علم غيره حتى يحكموه، فان ازدحام الكلام في السمع مضلّة للفهم.