11. حياة السلف بين القول والعمل
11. حياة السلف بين القول والعمل
حال السلف مع الفتن والمحن : قال أبو عمرو الكندي: أغارت الروم على جَواميس لبشير الطبري رحمه الله نحوًا من أربعمائة جاموس، فركبتُ معه أنا وابن له، فلقينا عَبيدَهُ الذين كانَتْ مَعَهُم الجواميس معهم عِصِيُّهم، فقالوا: يا مولانا ذهبت الجواميس فقال: وأنتم أيْضًا اذهبوا معها، فأنتم أحرار لوجهِ الله تعالى، فقال له ابنه: يا أبهْ أفقَرتنا. قال: إنّ ربّي اختَبرني فأردتُ أن أزيده. [صفة الصفوة 4/451]. قال ابن رجب رحمه الله : ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر: أنّ الكرب إذا اشتدّ وعظم وتناهى , حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين , وتعلق قلبه بالله وحده, وهذا هو حقيقة التوكل عليه , كما قال تعالى : " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " [ الطلاق : 3 ] . [جامع العلوم والحكم / 264] .