فوائد من كتاب الهوى وأثره فى الخلاف لعبد الله بن محمد الغنيمان
فوائد من كتاب الهوى وأثره فى الخلاف لعبد الله بن محمد الغنيمان
قال – تعالى -: " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ " [البقرة: 176]. وقال: " وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا " [يونس: 19]، فذمهم على الاختلاف. وأما إذا كان الاختلاف بين أهل الإيمان والكفر كقوله – تعالى -: " فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ " [البقرة: 253]، فهذا مطلوب لأن فيه تمييز الحق من الباطل، ومزاولة الباطل والبعد عنه.وإذا حصل خلاف بين أهل الدين يجب أن يقصد به طاعة الله وتنقية الحق من الباطل في نفوس الناس... رحمة بهم وإحسانًا إليهم، وطلبًا لرضا الله – تعالى -، حتى إذا رد على أهل البدع الظاهرة مثل الرافضة وغيرهم يجب أن يقصد بذلك بيان الحق وهداية الخلق، ورحمتهم والإحسان إليهم، وإذا غلط في بيان بدعة أو ذمها أو معصية يجب أن يكون قصده بيان ما فيها من الفساد ليحذرها العباد، وقد يهجر الرجل عقوبة وتعزيرًا والقصد ردعه وردع أمثاله للرحمة والإحسان لا للتشفي والانتقام.