فوائد من كتاب الهوى وأثره فى الخلاف لعبد الله بن محمد الغنيمان
فوائد من كتاب الهوى وأثره فى الخلاف لعبد الله بن محمد الغنيمان
جاء النهي عن التفرق مصحوبًا بالوعيد الشديد لفظاعة أمره، وسوء عاقبته. كما قال – تعالى -: " وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ " [آل عمران: 105، 106]؛ لأن الاختلاف بعد مجيء البينات خروج على أمر الله الذي يجب أن يكون جامعًا للناس موحدًا لصفوفهم، فإذا فُهم قول الله واتبع وحسنت المقاصد صار عاصمًا من الاختلاف والتفرق، داع للاتفاق والاجتماع على طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك يتضمن التعاون على البر والتقوى والتناصر على أعداء الله وأعداء المسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح للمسلمين عامة وخاصة، ولهذا جعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو الدين كما في حديث تميم الداري، قال: «الدين النصيحة» قالها ثلاثًا – قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم»(رواه البخاري ومسلم).