فوائد من كتاب الهوى وأثره فى الخلاف لعبد الله بن محمد الغنيمان
فوائد من كتاب الهوى وأثره فى الخلاف لعبد الله بن محمد الغنيمان
قال الشاطبي: «كل مسألة حدثت في الإسلام فاختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء، ولا فرقة علمنا أنها من مسائل الإسلام، وكل مسألة طرأت فأوجبت العداوة والتنابز والتنافر والقطيعة علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء، وأنها التي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير الآية، وهي قوله – تعالى -: " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا " [الأنعام: 159]. فيجب على كل ذي دين وعقل أن يجتنبها، ودليل ذلك قوله – تعالى -: " وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " [آل عمران: 103]. فإذا اختلفوا وتقاطعوا كان ذلك لحدث أحدثوه من اتباع الهوى، فالإسلام يدعو إلى الألفة والتحاب والتراحم والتعاطف، فكل رأي أدى إلى خلاف ذلك فخارج عن الدين». اهـ (كتاب الموافقات 4/186؛ وفي الاعتصام ص429).