2. مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
2. مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
قال ابن الجوزي تباعد عن أهل السوء وباعد أولادك عنهم لا يعادونك بأفعالهم وأقوالهم وطباعهم ولا يزال يقسو قلبك حتى يستأنس بهم فهناك الهلاك. والسوء يتفاوت فمن أهله أهل الفواحش ومنهم أهل اللهو ومنهم أهل الغيبة والنميمة ومنهم أهل الملاهي وآلات الطرب. فإنهم يسبون أهل العقول عقولهم حتى ينحلوا عن دينهم ومروءتهم فيعسر عليهم الخلاص لما يجدونه من لذة النغمات والأصوات. حتى يكون عادة وطبعًا فربما يجلس الرجل إليهم وهو كاره لسماع لغوهم مستوحش من نفسه ثم لا يزال على ذلك حتى يراه حسنًا. من كيد الشيطان أن يورد ابن آدم الموارد التي يخيل إليه أن فيها منفعته ثم يصدره المصادر التي فيها عطبه ويتخلى عنه ويسلمه للهلاك ويقف يتشمت به ويضحك منه. فيأمره بالسرقة والقتل واللواط والزنا ويدل عليه ويفضحه