فوائد من كتاب 30 وقفة في فن الدعوة لعائض القرني
فوائد من كتاب 30 وقفة في فن الدعوة لعائض القرني
9- عدم الإحباط من كثرة الفساد والمفسدين: فينبغي ألا يصاب الداعية بالإحباط، وألا يصاب بخيبة أمل، وهو يرى الألوف المألفة تتجه إلى اللهو، وإلى اللغو، والقلة القليلة تتجه إلى الدروس والمحاضرات، فهذه سنة الله في خلقه (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) الأحزاب فإن الله ذكر في محكم تنزيله أن أهل المعصية أكثر، وأن الضلال أكثر وأن المفسدين في الأرض أكثر، فقال: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) سبأ.. وقال: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) الأنعام.. وقال سبحانه وتعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) يوسف. وقال: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) يونس (إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ) الشورى.. فنحن لا نملك سوطاً ولا عصى، ولا عذاباً ولا حساباً، إنما نملك حبّا ودعوة وبسمة ونقود الناس بها إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فإن أجابوا حمدنا الله، وإن لم يستجيبوا ورفضوا أوكلنا أمرهم لله الذي يحاسبهم – سبحانه وتعالى. قال بعض العلماء: (الكفار في الأرض أكثر من المسلمين، وأهل البدعة أكثر من أهل ألسنه، والمخلصون من أهل ألسنه أقل من غير المخلصين)!