فوائد من كتاب 30 وقفة في فن الدعوة لعائض القرني
فوائد من كتاب 30 وقفة في فن الدعوة لعائض القرني
5 – ألا يعيش المثاليات: ومما ينبغي على الداعية ألاّ يعيش المثاليات، وأن يعلم أنه مقصر، وأن الناس مقصرون، قال سبحانه وتعالى " وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ " النور... فهو الكامل سبحانه وتعالى وحده، والنقص لنا، ذهب الله بالكمال، وأبقى كل النقص لذلك الإنسان، فما دام أن الإنسان خلق من نقص فعلى الداعية أن يتعامل معه على هذا الاعتبار سواء كانوا رجالاً أو شباباً أو نساءً، قال سبحانه وتعالى " إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ " النجم 32. فما دام الله قد أنشأكم من الأرض، من الطين، من التُراب، فأنتم ناقصون لا محالة، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع الناس على أنهم ناقصون، وعلى أنهم مقصرون، يرى المقصر منهم فيعينه ويساعده ويشجعه، ويأخذ بيده إلى الطريق.