فائدة
فائدة
من كتاب لا تحزن
ولولا أنَّ الدنيا دارُ ابتلاءٍ ، لم تكُنْ فيها الأمراضُ والأكدارُ، ولم يضِقِ العيشُ فيها على الأنبياء والأخيار، فآدمُ يُعاني المِحن إلى أن خرج من الدنيا، ونوحٌ كذَّبهُ قومُه واستهزؤُوا به، ولإبراهيمُ يُكابِدُ النار وذَبْحَ الولد، ويعقوبُ بكى حتى ذهب بصرُه، وموسى يُقاسي ظُلم فرعون، ويلقى من قومه المِحنَ، وعيسى بنُ مريم عاش معدماً فقيراً، و محمدٌ صلي الله عليه وسلم يُصابِرُ الفقْر، وقتلِ عمِّهِ حمزة، وهو منْ أحبِّ أقاربِه إليه، ونفورِ قومِهِ منهُ. وغير هؤلاء من الأنبياءِ والأولياءِ مما يطُول ذِكْرُهُ. ولو خُلقتِ الدنيا لِلَّذَّةِ، لم يكنْ للمؤمنِ حظٌّ منها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدنيا سجنُ المؤمنِ، وجنَّةُ الكافرِ). وفي الدنيا سُجِن الصّالحون، وابتُلي العلماءُ العاملون، ونغِّص على كبارِ الأولياءِ. وكدّرتْ مشارِبُ الصادِقِين