2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
الفريدة التاسعة: الوفاء غالٍ فأين الأوفياء: من أعظم العارفين بالله، والمستسلمين لقضائه، والراضين بحكمه، نبي الله أيوب – عليه السلام – فقد ابتلي بضرٍ في جسده وماله وولده، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرةٍ سليما سوى قلبه، ولم يبق له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، غير أن زوجته حفظت ودّه لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة وتطعمه وتخدمه نحواً من ثماني عشرة سنة، لا تفارقه صباحاً ولا مساء إلا بسبب خدمة الناس، ثم تعود إليه، فلما طال المطال واشتد الحال، وتم الأجل المقدر، تضرع إلى رب العالمين، وإله المرسلين، وأرحم الراحمين، وناداه: " أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "، فعند ذلك استجاب له، وقبل دعوته، ولبى نداءه، فأمره أن يقوم من مقامه، وأن يضرب الأرض برجله، ففعل ذلك، فأنبع الله عيناً، وأمره أن يغتسل منها، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى، ثم أمره فضرب الأرض في مكان آخر فأنبع له عيناً أخرى وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان في باطنه من السوء، وتكاملت العافية ظاهراً وباطناً، وذلك كله ثمرة الصبر، ونتيجة الاحتساب، وفائدة الرضى.