فائدة
فائدة
من كتاب لا تحزن
منْ فوائدِ المصائبِ استخراجُ مكنونِ عبوديةِ الدعاءِ، قال أحدُهم: سبحان منِ استخرج الدعاء بالبلاءِ. وذكَرُوا في الأثرِ: أنَّ الله ابتلى عبداً صالحاً منْ عبادِهِ، وقال لملائكتِه: لأسمع صوتهُ. يعني: بالدعاءِ والإلحْاحِ. ومنها: كَسْرُ جماحِ النفسِ وغيِّها ؛ لأنَّ الله يقول: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ﴾. ومنها: عطفُ الناسِ وحبُّهم ودعاؤُهم للمصابِ، فإنَّ الناس يتضامنون ويتعاطفون مع منْ أُصيب ومنِ ابتُلي. ومنها: صرْفُ ما هو أعظمُ منْ تلك المصيبةِ، فغنها صغيرةٌ بالنسبةِ لأكبر منها، ثمَّ هي كفَّارةٌ للذنوبِ والخطايا، وأجرٌ عند اللهِ ومثوبةٌ. فإذا عَلِمَ العبدُ أنَّ هذه ثمارُ المصيبةِ أنس بها وارتاح، ولم ينزعجْ ويَقْنطْ ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.