فوائد من كتاب حتى لا تغرق السفينة لعائض القرني
فوائد من كتاب حتى لا تغرق السفينة لعائض القرني
قال عمر بن الخطاب في الطائفتين: قصم ظهري رجلان: (فاجر متهتك، وجاهل متنسك)، فالفاجر المتهتك لا هم له إلا النيل من هذا الدين الذي أكرمنا الله به. وجاهل متنسك: تدين ولكنه جاهل بالعلم، لم يحقق المسائل، ولم يطلب الدليل علي يد المشايخ، ولم يثن ركبه عند العلماء، ولم يغض في معرفة الحق، ولم يرسخ في فهم الدليل، بل ركب الصعب والذلول في تحقيق أغراضه، فكلما فهم من الدليل شيئاً أصدره، فهو المكفر، والمبدع، والمفسق، والمضلل، وهو الناجي وحده، والسالم من الخطأ، يقول صلي الله عليه وسلم: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) رواه مسلم، والمعني: لإعجابه براية وانفراده بالشاذ من أحكامه، فحذار من هذا الفاجر المتهتك، ويصير خنجراً مسموماً في ظهر الأمة، وحذار أيضاً من الجاهل المتنسك، الذي يشد في الرأي، ويلغي الدليل، ويخالف العلماء.