1. فوائد من كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي
1. فوائد من كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي
قيل: العلماء غرباء لكثرة الجهال. فإذا ظهرت سمة فضلهم وصادف ذلك قلة حظ بعضهم تنوهوا بالتمييز واشتهروا بالتعيين، فصاروا مقصودين بإشارة المتعنتين، ملحوظين بإيماء الشامتين. والجهال والحمقى لما كثروا ولم يتخصصوا انصرفت عنهم النفوس فلم يلحظ المحروم منهم بطرف شامت، ولا قصد المجدود منهم بإشارة عائب. فلذلك ظن الجاهل المرزوق أن الفقر والضيق مختص بالعلم، والعقل دون الجهل والحمق ولو فتشت أحوال العلماء والعقلاء، مع قلتهم، لوجدت الاقبال في أكثرهم. ولو اختبرت أمور الجهال والحمقى، مع كثرتهم، لوجدت الحرمان في أكثرهم. وإنما يصير ذو الحال الواسعة منهم ملحوظا مشتهرا؛ لأن حظه عجيب وإقباله مستغربكما أن حرمان العاقل العالم غريب وإقلاله عجيب.