فوائد من كتاب التخويف من النار 3 لابن رجب الحنبلى رحمه الله
فوائد من كتاب التخويف من النار 3 لابن رجب الحنبلى رحمه الله
المشهور بين السلف و الخلف أن الفتنة إنما جاءت من حيث ذكر عدد الملائكة الذين اغتر الكفار بقتلهم و ظنوا أنهم يمكنهم مدافعتهم و ممانعتهم و لم يعلموا أن كل واحد من الملائكة لا يمكن البشر كلهم مقاومته و لهذا قال الله تعالى: { و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا } إلى قوله { و ما يعلم جنود ربك إلا هو } قال السدي: إن رجلا من قريش يقال له أبو الأشدين قال: يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة من الملائكة و بمنكبي الأيسر التسعة الباقية ثم تمرون إلى الجنة ـ يقوله مستهزئا ـ فقال الله عز و جل: { و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا } و قال قتادة: ذكر لنا أبا جهل حين نزلت هذه الآية قال: يا معشر قريش أما يستطع كل عشرة منكم أن يأخذوا واحدا من خزنة النار و أنتم الدهم وصاحبكم هذا يزعم أنهم تسعة عشر؟ !.