فوائد من كتاب استنشاق نعيم الأنس من نفحات رياض القدس (في محبة الله) للحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي
A
فوائد من كتاب استنشاق نعيم الأنس من نفحات رياض القدس (في محبة الله) للحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي
ومن قال: إن الأرواح والقلوب تكافح ذات الرب -سبحانه- في الدُّنْيَا عيانًا، فهو غالط، فإن هذا لم يثبت لأحد إلا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء، كما ذكره الصحابة -رضي الله عنهم- وصنف بعضهم مصنفًا سماه "تفضيل العبادات عَلَى نعيم الجنات" وأشار إِلَى أن العبادات حق الرب، وأن النعيم حظ النفس، وكأنه ظن أن لا نعيم في الجنة إلا التمتع بالمخلوقات [فيها] وهو غلط عظيم، فإن أعلى نعيم الجنة ما يحصل فيها من معرفة الله ومشاهدته، فإن علم اليقين يصير هناك عين اليقين، وتتجدد معرفة عظيمة لم تكن موجودة قبل ذلك؛ بل ولم تخطر عَلَى قلب بشر وكذلك توحيد أهل الجنة ودوام ذكرهم هو من أكمل لذاتهم، ولذلك يلهمون التسبيح، كما يلهمون النفس.