المسائل المشكلة في الحج
المسائل المشكلة في الحج
ما حكم الرمي قبل الزوال؟
بالنسبة ليوم النحر؛ فالرمي فيه من طلوع الشمس إلى غروبها، وإن رمى بعد غروبها فلا حرج - إن شاء الله تعالى - لكن بالنسبة لأيام التشريق فلا رميَ إلا بعد الزوال، والنبي - عليه الصلاة والسلام - وجميع أصحابه إنما رمَوْا بعد الزوال، وقال النبي - عليه الصلاة والسلام -: (خذوا عني مناسككم)، فكانوا يتحينون الزوال؛ يعني ينتظرونه، والرسول - عليه الصلاة والسلام - يحبس أصحابه حتى تزول الشمس، فإذا زالتْ رمى، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزًا لرخَّص لبعضهم، أو قال: ارموا وأنا أفعل الأفضل، لكن لما لم يرمِ أحد من أصحابه قبل الزوال، وقد رمى وانتظر وتحيَّن الزوال، وقال: (حذوا عني مناسككم) - دل على أنه لا يجوز الرميُ قبل الزوال.
الذين يفتون بالرمي قبل الزوال، هذا رأي أبي حنيفة، في اليوم الأخير في يوم النفر الأول، ومَن يفتي به مطلقًا - كما نسمعه في هذه الأيام - قصدُهم التخفيفُ والتيسير على الناس؛ وجد الزحام الشديد مما لا يوجد نظيره فيما تقدم؛ فرأوا أن هذه المشقة تجلب التيسير، فرأوا أن توسعة الوقت يحل الإشكال، والذي في نظري وتقديري أنه لن يحل الإشكال، كونهم يرمون قبل الزوال لن ينحل الإشكال، فالإشكال الموجود في يوم العيد - في ضحى يوم العيد - سوف ينتقل إلى أيام التشريق؛ لأن الناس مجبولون على العجلة، {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37]، فالذي يزاحم مع زوال الشمس، سوف يزاحم مع طلوع الشمس، والذي يتضرر مع زوال الشمس، سوف يتضرر مع طلوع الشمس، وهكذا، فطول الوقت لا يحل الإشكال، فعلينا أن نلتزم بالسنة، والرمي قبل الزوال لا يجوز عند جماهير أهل العلم.