منسك النساء
منسك النساء
53- والفطر هناك أفضل من الصوم
لأن الفطر أعون لها على الدعاء، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف مفطرًا، ومن الأذكار والأدعية الواردة، ما رواه الترمذي وغيره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).
وفي كتاب الترمذي عن علي - رضي الله عنه - قال: أكثر ما دعا به النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة في الموقف: (اللهم لك الحمد كالذي نقول، وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، ولك ربي تراثي، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح).
وينبغي أن تأتي بأنواع الأذكار، فتارة تدعو، وتارة تهلل، وتارة تكبر، وتارة تلبي، وتارة تصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتارة تستغفر، ولتَدعُ لنفسها ولوالديها وأقاربها، ولكل من له حق عليها، ولكافة المسلمين.
ولتكثر من البكاء مع الذكر والدعاء، فهناك تسكب العبرات، وتقال العثرات، وترجى الطَّلِبات، وإنه لمجمع عظيم، وموقف جسيم، يجتمع فيه خيار عباد الله وخواصه المقربون، وهو أعظم مجامع الدنيا، وثبت في " صحيح مسلم " عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما مِن يوم أكثر مِن أن يعتق اللهُ - تعالى - فيه عبدًا من النار مِن عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، يقول: ما أراد هؤلاء؟).