بدائع سورة هود
باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله - عز وجل - أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - عنه
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود (102)].
----------------
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود (102)].
باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [هود (18)].
----------------
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:... «يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا فأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطي كتاب حسناته. وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} » [هود (18)]. رواه البخاري ومسلم.
تدبــــر - المجموعة الخامسة عشر
اقرار الفساد في الأرض، وضعف الاحتساب نقص في الفهم والدين، وسبب في حلول العقوبات. تأمل: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين}. فأولوا البقية: هم أولوا الفهم والعقل. وهذه الآية في سورة هود التي قص الله فيها خبر المكذبين والمجرمين، فهل من معتبر؟
من فضائل القرآن
قال موسى للخضر لما خرق السفينة: {لقد جئت شيئا إمرا}[الكهف:71] وقال له لما قتل الغلام: {لقد جئت شيئا نكرا}[الكهف:74] فما الفرق بينهما؟ الإمر أهون من النكر، وقد لا يكون منكرا كالنكر، وإنما يتعجب منه ومن الغرض منه، والنكر هنا أشد؛ لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام، بخلاف خرق السفينة فإنها لم تغرق بذلك.
تدبــــر - المجموعة الثانية
{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء:109] هكذا مدحوا بالبكاء والخشوع عند سماع القرآن، فكيف نكون كذلك؟ إن فهم وتدبر ما نقرأه أو نسمعه من كلام ربنا من أعظم يحقق ذلك، فجرب أن تحدد وقتا تقرأ فيه معاني ما ستسمعه في التراويح من تفسير مختصر كـ " المصباح المنير " أو " السعدي "، جرب فستجد للصلاة طعما آخر.
من فضائل القرآن
قوله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } [يوسف:87] رغم كثرة المصائب وشدة النكبات والمتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب عليه السلام، إلا أن الذي لم يتغير أبدا هو حسن ظنه بربه تعالى [صالح المغامسي].
فوائد من كتاب الزهد الجزء الرابع
عن عبد الله بن المبارك قال: لو أن رجلاً اتقى مائة شيء ولم يتورع عن شيء واحد لم يكن ورعاً، ومن كان فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين، أما سمعت الله تعالى قال لنوح عليه السلام: (وَنَادَى نُوحٌ رّبّهُ فَقَالَ إِنّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي) [هود:45]. فقال الله: (إِنّيَ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) هود: 46]
فوائد من كتاب أسباب الرزق لخليل إبراهيم أمين
يقول الله عز وجل حاكيًا عن نوح وهو يدعو قومه إلى الاستغفار: " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " [هود: 52]. أمر هود - عليه السلام - قومه بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة، وبالتوبة عما يستقبلونه، ومن اتصف بهذه الصفة يسَّر الله عليه رزقه، وسهَّل عليه أمره، وحفظ شأنه. تفسير ابن كثير.