سلسبيلا
1. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
إن نكاح الصالحات من أسباب حصول الرزق ونزول البركة فيه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: 32]. قال أبو بكر رضي الله عنه: «أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، يُنجز لكم ما وعدكم من الغنى». وقال علي رضي الله عنه: «التمسوا الغنى بالنكاح».
1. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
إن للشيب مع الناس صحبة، فمنهم من تولَّى أمره وتعقبه وأخفاه، ومنهم من لم يأبه به ولم يلق له بالاً، وكأنه ما نزل بمفرق رأسه! ومنهم من رضي به واطمأن إليه وحمد الله أن مدَّ في عمره، وعدَّه نذيرًا واستعد لما بعده، قال صلى الله عليه وسلم: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة» [رواه مسلم].قال الغزالي: الشيب يحصل من الحزن والخوف، ولتطييب الخواطر: ذكر عن أبي شامة الفقيه أنه حصل له الشيب وهو ابن خمس وعشرين سَنَة.
1. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
دائم النظر إلى معصمه لأمر ينتظر قدومه، يطل بحرص بين الحين والآخر على عقارب الساعة، ألديه رحلة، أم أن موعدًا مهمًا قد اقترب؟ ولمَّا ارتفع صوت المؤذن قام فرحًا، فأحسن الوضوء، ثم لبس أنصع ثيابه وتطيب وتجمل وخرج بسكينة ووقار. فكان ذاك أهَمُّ موعد وأعظمه. لعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله «... ورجل قلبه مُعَلَّق في المساجد» رواه البخاري.
1. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
ذكر أن الفقيه نصر بن أبي حافظ لمَّا رحل من بيت المقدس في طلب العلم إلى الفقيه الكازروني في أرض العراق، قال له الكازروني: ألك والدة؟ قال: نعم، قال: فهل استأذنتها؟ قال: لا، قال: فوالله لا أقرأتك كلمة حتى ترجع إليها، فتخرج سخطها، قال: فرجعت إلهيا فأقمت معها إلى أن ماتت، ثم رحلت في طلب العلم.
1. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
إن الزكاة عبادة مالية يُثَاب المرء على إخراجها، ويُعاقب على تركها، وفيها تثبيت أواصر المودة بين المسلمين، وتطهير للنفوس وتزكيتها من البخل والشُّح، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 102]. وفي إخراج الزكاة استجلاب البركة والزيادة والخَلَف من الله ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: 39] وقد جاء الوعيد الشديد في حَقِّ من بخل بها، أو قصَّر في إخراجها.
2. فوائد من كتاب روض الأخيار
سأل الثوريّ جعفر بن محمد عن الدّعاء عند البيت الحرام فقال: إذا بلغت البيت ضع يدك على الحائط ثم قل: يا سابق الفوت، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام لحما بعد الموت، ثم ادع بما شئت، ثم قال: إذا جاءك ما تحبّ فأكثر من «الحمد لله» وفيما تكره أكثر من «لا حول ولا قوة إلا بالله» وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.
3. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
همومنا كثيرة، وغمومنا متلاحقة، أمَا فكرت يومًا من أين أتت إليك وكيف نزلت بك؟! سئل ابن عيينة عن غَمٍّ لا يُعرف سببه؟ فقال: هو ذنب هممت به في سرِّك ولم تفعله، فجزيت همًا به، قال ابن تيمية معلقًا: " فالذنوب لها عقوبات: السر بالسر، والعلانية بالعلانية " [مجموع الفتاوى].
3. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
قال ابن القيم: لم يأتِ (الحزن) في القرآن إلا منهيًا عنه ومنفيًا، فالنهي كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ والنفي: ﴿فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ وسِرُّ ذلك أن " الحزن " موقف غير مُسيِّر ولا مصلحة فيه للقلب، وأحبُّ شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه، فالحزن ليس بمطلوب ولا مقصود، ولا فيه فائدة، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن».
3. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
قال ابن القيم: إنما جُعِل طلب العلم من سبيل الله، لأن به قوام الإسلام، كما أن قوامه بالجهاد، فقوام الدين بالعلم والجهاد، ولهذا كان الجهاد نوعين: جهاد باليد والسنان، وهذا المُشارك فيه كثير، والثاني: الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرُّسل، وهو جهاد الأئمة، وهو أفضل الجهادين، لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه. [مفتاح دار السعادة].
3. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
فتح الله أبوابًا من العبادات للمُؤمن الصابر كالدعاء والإخلاص والإنابة ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ﴾ ومما يُروى في هذا: أن أحد السلف لمَّا برئ من مرضه فجاءوا إليه يهنئونه، فلما فرغ الناس من كلامهم، قال الفضل بن سهل: إن في العلل لنِعَمًا لا ينبغي للعاقل أن يجهلها: تمحيص للصبر، وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وإذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للمثوبة وحضٌّ على الصدقة. وقد ذمَّ الله أقوامًا لم يتضرعوا لله في حال البلاء: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.
ذم الدنيا
قال تعالى: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} [الحديد: 20] وصف القرآن الكريمُ الدنيا كزهرةٍ تزهِر بنضارَتها، تسحَر الألباب، تستهوي القلوبَ، ثمّ لا تلبث إلا برهةً حتى تذبُل فتتلاشى تلك النضَارة، وتحطّمها الريح، كأنّها لم تكن
فوائد من كتاب الزهد الجزء الثانى
روى الطبراني عن الحسن البصري أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك.
فوائد من كتاب الزهد الجزء الثانى
عن يحيى بن سعيد بن المسيب، قال سعيد: دخلت المسجد ليلة أضحيان، قال: وأظن أن قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل، ما أقول؟ قال: قل: اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن. قال سعيد: فما دعوت بها قط بشيء إلا رأيت نجحه.
فوائد من كتاب الزهد الجزء الثالث
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار،، قال: قال عمر لرجل: أوصيك بتقوى الله فإنها ذخيرة الفائزين، وحرز المؤمنين، وإياك والدنيا أن تفتنك فإنها قد فعلت ذلك بمن كان قبلك، إنها تغر المطمئنين إليها، وتفجع الواثق بها، وتسلم الحريص عليها، ولا تبقى لمن استبقاها، ولا يدفع التلف عنها من حواها، لها مناظر بهجة. ما قدمت منها أمامك لم يسبقك، وما أخرت منها خلفك لم يلحقك.
فوائد من كتاب الزهد الجزء الثالث
عن الفضيل بن عياض قال: لا يترك الشيطان الإنسان حتى يحتال له بكل وجه، فيستخرج منه ما يخبر به من عمله، لعله يكون كثير الطواف فيقول: ما كان أجلي الطواف الليلة، أو يكون صائما فيقول ما أثقل السحور أو ما أشد العطش، فإن استطعت أن لا تكون محدثاً ولا متكلماً ولا قارئاً، وإن كنت بليغاً، قالوا: ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته، فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك وشق عليك، فتكون مرائيا، وإذا جلست فتكلمت ولم تبال من ذمك ومن مدحك من الله فتكلم.
فوائد من كتاب الرقائق الجزء الخامس
عن الحسن قال: لقد كان المسلمون يَجْتَهِدُونَ في الدُّعَاءِ وما يُسْمَعُ لهم صَوْتٌ، إنْ كان إلا هَمْسًا بينهم وبين ربِّهِمُ، وذلك أن الله تعالى يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} وذلك أن الله تعالى ذَكَرَ عَبْداً صَالِحاً فَرَضِيَّ له قَوْلُهُ، فقال: {إذْ نَادَىَ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًا} مريم
فوائد من كتاب الرقائق الجزء الخامس
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: إذا جمع الداعي مع الدعاء حضور القلب وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي:-الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبة، وعند صعود الإمام المنبر يوم الجمعة حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد عصر يوم الجمعة أيضاً) وصادف خشوعاً في القلب وانكساراً بين يدي الرب وذلاً وتضرعاً ورِِقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمد الله والثناء عليه وثنى بالصلاة على عبده ورسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ثم دخل على الله وألحّ عليه في المسألة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يدي دعائه صدقة؛ فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرد أبداً..
فوائد من سير السلف الجزء الاول
قال إبراهيم إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى، فاغسل يدك منه. وقال ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار، لأن أهل الجنة، قالوا: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} [فاطر: 34]. وينبغي لمن لا يشفق أن لا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا: {إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} [الطور: 26]. وقال: أعظم الذنب عند الله أن يحدث العبد بما يستره الله عليه.
فوائد من كتاب الرقائق الجزء الاول
عن يحيى بن معاذ قال: من أكثر ذكر الموت لم يمت قبل أجله ويدخل عليه ثلاث خصال من الخير: أولها المبادرة إلى التوبة، والثانية القناعة برزق يسير، والثالثة النشاط في العبادة. ومن حرص على الدنيا فإنه لا يأكل فوق ما كتب الله له ويدخل عليه من العيوب ثلاث خصال: أولها أن تراه أبداً غير شاكر لعطية الله له، والثاني لا يواسي بشيء مما قد أعطى من الدنيا. والثالث يشتغل ويتعب في طلب ما لم يرزقه الله حتى يفوته عمل الدين.
فوائد من سير السلف الجزء الخامس
قال أبو محمد الجريري: من استولى عليه النفس صار أسيرا في حكم الشهوات محصورا في سجن الهوى وحرم الله على قلبه الفوائد، فلا يستلذ بكلامه، ولا يستحليه، وإن كثر ترداده على لسانه. قال الله عز وجل: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} [الأعراف: 146] لا يفهمونه ولا يجدون له لذة، صرف الله عن قلوبهم فهم مخاطباته، وأغلق عليهم سبيل فهم كتابه وسلبهم الانتفاع بالمواعظ، فلا يعرفون طريق الحق ولا يسلكون سبيله.
24. حياة السلف بين القول والعمل
وصايا وتوجيهات وحِكَم: قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: ألا إن الفقيه كل الفقيه، الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها. [الحلية (تهذيبه) 1 / 83].
4. حياة السلف بين القول والعمل
علو الهمة: قال أبو جعفر الطَّبريِّ رحمه الله لأصحابه: هل تَنشَطُون لتاريخ العالم من آدمَ إلى وقتِنا؟ قالوا: كم قدرُه؟ فذكر نحو ثلاثينَ ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمارُ قبل تمامه! فقال: إنَّا لله! ماتت الهِمَمُ. فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة ولمَّا أن أراد أن يمليَ التفسير قال لهم نحوًا من ذلك، ثم أملاه على نحوٍ من قدر التاريخ. [السير (تهذيبه) 3/1151].
5. حياة السلف بين القول والعمل
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: قرأَ أبو بكر رضى الله عنه هذه الآية: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ " [المائدة: 105]. ثم قال: إن الناس يضعون هذه الآية على غير موضعها، ألا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن القوم إذا رأوُا الظالم فلم يأخذوا على يديه، والمنكر فلم يغيروه، عمهم الله بعقابه). [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/193].
5. حياة السلف بين القول والعمل
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: عن وُهَيْبِ بن الوردِ رحمه الله قال: لقي عالم عالمًا هو فوقه في العلم، فقال: يرحمك الله، ما الذي أخفي من عملي؟ قال: ما يظن بك أنك لم تعمل حسنةً قط إلا أداء فرائض. قال: يرحمك الله، فما الذي أعلن من عملي؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه دينُ الله الذي بعث الله به أنبياءه إلى عباده، وقد اجتمع الفقهاء على قول نبي الله صلى الله عليه وسلم: (وجعلني مباركًا أين ما كنت) ما بَرَكَتُهُ تلك؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/197].
5. حياة السلف بين القول والعمل
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: عن إبراهيم بن عمرو الصنعاني رحمه الله قال: أوحى الله عزم وجل إلى يُوشع بن نون: أني مهلك من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وستين ألفا من شرارهم، قال: ياربً هؤلاء الأشرار، ما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، وكانوا يؤاكلُونهم ويشاربونهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/312].
فوائد من كتاب صفة الصفوة 11
قال مالك بن دينار: عجبا لمن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقر بالدنيا عينه؟ وكيف يطيب فيها عيشه؟ قال: ثم يبكي مالك حتى يسقط مغشيا عليه. عن مالك قال: إن لكل شيء لقاحا وإن الحزن لقاح العمل الصالح، إنه لا يصبر أحد على هذا الأمر إلا بحزن، فوالله ما اجتمعا في قلب عبد قط: حزن بالآخرة وفرح بالدنيا، إن أحدهما ليطرد صاحبه.
كيف تعيش في الحياة
لا تيأس؛ فاليأس كفر برحمة الله، ولا تغضب؛ فالغضب قتل لفضائل النفس، ولا تحقد؛ فالحقد تشويه لجمال الحياة، ولا تحزن؛ فالحزن إتلاف لأعصاب الجسم والروح، وتحمل من الهموم ما لا يضنيك، وما لا ينسيك سلطان الله قضاءه وقدره في تصاريف الزمان، ولا تعش غير مبال بما يجري حولك؛ فالمشاركة الوجدانية أنبل خصائص الإنسان، ولا تكن أنانيًّا؛ فالإيثار أجمل فضائل الإنسان.
مكافأة المعروف
لا تقصِّر في حق إخوانك اعتماداً على محبتهم؛ فإن الحياة أخذ وعطاء، ولا تقصر في حق ربك اعتماداً على رحمته؛ فإن انتظار الإحسان مع الإساءة شيمة الرقعاء، ولا تنتظر من إخوانك إن يبادلوك معروفاً بمعروف؛ فإن التقصير من طبيعة الإنسان، وانتظر من ربّك أن يكافئك على الخير خيراً منه، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!.
من أقوال أ. وجدان العلي
وأُعيذك بالذي سترك أن تنسى ضعفك ولو في غضبك؛ فتسمن من أعراض الناس وعوراتهم، وتجعلهم حديثَ سمرك ولهوك مع أصحابك في سرّك وعلانيتك!
فكل مَن نسي ضعفه وعمي عن حاجته لستر عيبه، وانشغل بالناس همزًا ولمزًا؛ عُصف بحجاب ستره في العالمين!
«ومن تتبع عورات المسلمين؛ فضحه الله ولو في جوف بيته!»
من أقوال أ. وجدان العلي
فقدنا شطرًا عظيمًا من معنى الإنسان فينا، واستعمرتنا مدائن المعدن المصغرة، وحوصرت مشاعرنا بالأسلاك والبلاستيك، وصار كثير من مجال التعبير فينا إليكترونيا!
فتقلصت مساحة الشغف، وضمرت ذواكرنا؛ فهي سريعة النسيان، سريعة التغير، وصرنا معها سريعي النسيان، سريعي التغير!
قلوبنا كخيام البدو، سريعة التنقل والارتحال!
يحتاج الإنسان فينا أن يجلس إلى ذاته قليلا؛ لعله يستعيد شغفه الهارب، ومشاعره الحقيقية!