الكبائر
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
عن عبد الله بن المديني قال : كان لنا صديق فقال : خرجت إلى ضيعتي فأدركتني صلاة المغرب فأتيت إلى جنب مقبرة فصليت المغرب قريبا منها ، فبينما أنا جالس إذ سمعت من جانب القبور أنينا فدنوت إلى القبر الذي سمعت منه الأنين وهو يقول : آه قد كنت أصوم قد كنت أصلي فأصابني قشعريرة ، فدعوت من حضرني فسمع مثل ما سمعت ومضيت إلى ضيعتي ، ورجعت يعني في اليوم الثاني ، وصليت في موضعي الأول وصبرت حتى غابت الشمس وصليت المغرب ثم استمعت إلى ذلك القبر فإذا هو يئن ويقول : آه قد كنت أصلي قد كنت أصوم ، فرجعت إلى منزلي ومرضت بالحمى شهرين .
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال إبراهيم التيمي : كنت كثير التردد إلى المقابر أذكر الموت والبلى فبينما أنا ذات ليلة بها إذ غلبتني عيناي فنمت فرأيت قبرا قد انشق وسمعت قائلا يقول : خذوا هذه السلسلة فاسلكوها في فيه وأخرجوها من دبره ، وإذا الميت يقول : يا رب ألم أكن أقرأ القرآن ألم أحج بيتك الحرام ؟ وجعل يعدد أفعال البر شيئا بعد شيء ، وإذا قائل يقول كنت تفعل ذلك ظاهرا ، فإذا خلوت بارزتني بالمعاصي ولم تراقبني .
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
عن عبد الله بن زيد قال : غرني القمر فمررت في المقابر فإذا أنا برجل قد خرج من قبر يجر سلسلة فإذا رجل آخذ بالسلسلة فجذبه حتى رده إلى قبره قال فسمعته يضربه وهو يقول : ألم أكن أصلي ألم أكن أغتسل من الجنابة ألم أكن أصوم ؟ قال : بلى ، ولكنك كنت إذا خلوت بالمعاصي لم تراقب الله تعالى .
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله : أما بعد فإذا مكنك الله القدرة من ظلم العباد فاذكر قدرة الله عليك ، واعلم أنك لا تفعل بهم أمرا من الظلم إلا كان زائلا عنهم : أي بموتهم باقيا عليك أي عاره وناره في الآخرة . واعلم أيضا أن الله آخذ للمظلوم حقه من الظالم ، وإياك إياك أن تظلم من لا ينتصر عليك إلا بالله عز وجل ، أي فإن الله تعالى إذا علم التجاء عبد إليه بالصدق والاضطرار انتصر له على الفور . { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } .
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
عن عمار بن دادا قال : قال لي كهمس : يا أبا سلمة أذنبت ذنبا فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة ، قلت : ما هو ؟ قال : زارني أخ لي فاشتريت له سمكا بدانق فلما أكل قمت إلى حائط جار لي فأخذت منه قطعة طين فغسل بها يده فأنا أبكي على ذلك منذ أربعين سنة .
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال أبو طالب المكي : الكبائر سبع عشرة : أربع في القلب : الشرك ، والإصرار على المعصية ، والقنوط ، والأمن من مكر الله . وأربع في اللسان : القذف ، وشهادة الزور ، والسحر - وهو كل كلام يغير الإنسان أو شيئا من أعضائه - ، واليمين الغموس - وهي التي تبطل بها حقا أو تثبت بها باطلا ، وثلاث في البطن : أكل مال اليتيم ظلما ، وأكل الربا ، وشرب كل مسكر ، واثنتان في الفرج : الزنا ، واللواط ، واثنتان في اليد : القتل والسرقة وواحدة في الرجل : الفرار من الزحف ، وواحدة في جميع الجسد : عقوق الوالدين
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال شيخ الإسلام العلائي في قواعده : إنه صنف جزءا جمع فيه ما نص صلى الله عليه وسلم فيه على أنه كبيرة وهو : الشرك ، والقتل ، والزنا وأفحشه بحليلة الجار ، والفرار من الزحف ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، والسحر ، والاستطالة في عرض المسلم بغير حق ، وشهادة الزور ، واليمين الغموس ، والنميمة ، والسرقة ، وشرب الخمر ، واستحلال بيت الله الحرام ، ونكث الصفقة ، وترك السنة والتعرب بعد الهجرة ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، ومنع ابن السبيل من فضل الماء ، وعدم التنزه من البول ، وعقوق الوالدين ، والتسبب إلى شتمهما ، والإضرار في الوصية ، فهذه الخمسة والعشرون هي مجموع ما جاء في الأحاديث منصوصا عليه أنه كبيرة
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال الواحدي : الصحيح أن الكبيرة ليس لها حد يعرفها العباد به ، وإلا لاقتحم الناس الصغائر واستباحوها ، ولكن الله عز وجل أخفى ذلك عن العباد ليجتهدوا في اجتناب المنهي عنه رجاء أن تجتنب الكبائر ، ونظائره إخفاء الصلاة الوسطى وليلة القدر وساعة الإجابة ونحو ذلك
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال جمهور العلماء : إن المعاصي تنقسم إلى صغائر وكبائر ولا خلاف بين الفريقين في المعنى ، وإنما الخلاف في التسمية والإطلاق لإجماع الكل على أن من المعاصي ما يقدح في العدالة ومنها ما لا يقدح فيها ، وإنما الأولون فروا من هذه التسمية فكرهوا تسمية معصية الله تعالى صغيرة نظرا إلى عظمة الله تعالى وشدة عقابه وإجلالا له عز وجل عن تسمية معصيته صغيرة