حكم
قال محمد بن علىٌّ بن حسن لابنه جعفر : يابنيّ! إن الله رضيني لك وحذّرني منك ، ولم يرضك لي فأوصاك بي ، يا بنيّ! إن خير الأبناء من لم يدعه البر إلى الإفراط ،ولم يدعه التقصير إلى العقوق .
قال علي بن أبي طالب: يا ابن آدم! لا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي قد أنى، فإنه إن يكن من أجلك أتى الله فيه برزقك، واعلم أنك إن تكسب شيئاً فوق قوتك إلا كنت خازناً لغيرك.
عَن حماد بن سَعِيد بن أبي عطية المذبوح قَالَ لما حضر أبا عطية الموت جزع منه فقيل له أتجزع من الموت فقال وما لي لاَ أجزع من الموت فإنما هي ساعة ثم لاَ أدري أين يسلك بي
قال ابن مسعود: "إن العبد لَيَهِمُّ بالأمر في التجارة والإمامة حتى يُيسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه، فظلَّ يتطير بقوله: سَبَّني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فَضْل الله عَزَّ وجَلَّ" [جامع العلوم والحكم].
وبسبب ضعف الإيمان، وقلة التقوى، أصبحنا نخاف من المخلوق العاجز الضعيف المملوك، وعرفنا قوة المخلوق، وجهلنا قدرة الخالق العظيم، وقوة الواحد القهار، وعظمة الملك الجبار: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " [الحج: 74].
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ما من يوم ينشق فجره إلا ويقول: يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لاأعود إلى قيام الساعة.
هل تصلى لله أم لتستجم ؟! .. تصوم من أجل أن تريح بطنك , أم أن يرضى الله عنك ؟! .. تكرم الناس ليعاملوك معاملة حسنة أم تكرمهم لله لأنك تحبه ؟! .. أعفيت لحيتك توقيرا ام لأنها سنة النبى صلى الله عليه وسلم ؟! .. تدفع ما عليك ليقول عنك الناس : محترم أم لترضى ربك ؟! .. تحج وتعتمر رياء وفسحة وتغيير جو أم لتستغفر ربك هناك ؟!.. قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبدا وقف عند همه , فإن كان لله : مضى , وإن كان لغيره : تأخر .. اغتربت عن بلدك , وهاجرت إلى الله لماذا ؟ .. لتتعلم العلم وتعبد الله وتدعو إليه لماذا ؟ .. لماذا تتعلم العلم ؟! .. لماذا تتصدق ؟! .. لو كان فى هذه الاعمال شىء ولو بسيط من حظ النفس , لا يقبلها الله أبدا .
مر إبراهيم بن أدهم برجل يتحدث فيما لا يعنيه فوقف عليه، فقال: كلامك هذا ترجو به الثواب؟ قال: لا، فقال: أفتأمن عليه العقاب؟ قال: لا. قال: فما تصنع بكلام لا ترجو عليه ثوابا وتخاف منه عقابا.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾. قال الشيخ السعدي رحمه الله: "فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بمن هو أعظم من ذلك، من إظهاره ونقله".
عن سفيان , ,أنه قال: " عجبت لمن فيه الخير وليس يفرح، وعجبت لمن فيه الشر وهو فيه كيف يغضب، وأعجب من ذلك من أحب نفسه عن الناس، وأغضب الناس على الظنون