بابُ استحباب سؤال الشهادة
ذكـــــر
روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أنس رضي اللّه عنه؛أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دخل على أُمّ حَرَام ( " على أُمّ حرام " : زاد في رواية: بنت مِلْحَان، وكانت تحت عبادة بن الصامت، وهي الغُمَيْصَاء بالغين المعجمة والصاد المهملة؛ والغمص والرمص: نقص يكون في العين. قال في الصحاح: الرمص بالتحريك: وسخ يُجمع في الموق، فإن سال فهو غمص، وإن جمد فهو رَمَص)، فنام ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: وما يُضحكك يا رسول اللّه؟! قال: " ناسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَليَّ غُزَاةً في سَبيلِ اللّه يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا البَحْرِ مُلُوكاً على الأسِرَّةِ أوْ مِثْلَ المُلُوك " فقالت: يا رسولَ اللّه! ادْعُ اللّه أن يجعلني منهم، فدعا لها رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
قلت: ثبج البحر بفتح الثاء المثلثة وبعدها باء موحدة مفتوحة أيضاً ثم جيم: أي ظهره؛ وأُمّ حَرَامٍ بالراء.
وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن معاذ رضي اللّه عنه،أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: " مَنْ سألَ اللَّهَ القَتْلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقاً، ثمَّ ماتَ أوْ قُتِلَ فإنَّ لَهُ أجْرَ شَهِيدٍ " قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروينا في صحيح مسلم، عن أنس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " مَنْ طَلَبَ الشَّهادَةَ صَادِقاً أُعْطِيها وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ " .
وروينا في صحيح مسلم أيضاً، عن سهل بن حُنيف رضي اللّه عنه،أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " مَنْ سألَ اللَّهَ تَعالى الشَّهادَة بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ تَعالى مَنازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإنْ ماتَ على فِرَاشِهِ " .