بابُ الأذكارِ المستحبّة في الصَّوْم.
ذكـــــر
يُستحبُّ أن يجمعَ في نيّة الصوم بين القلب واللسان كما قلنا في غيره من العبادات، فإن اقتصر على القلب كفاه، وإن اقتصرَ على اللسان لم يجزئه بلا خلاف، والسُّنّة إذا شتمَه غيرُه أو تَسَافَه عليه في حال صومه أن يقول: إني صائم إني صائم، مرتين أو أكثر.
روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هُريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فإذَا صامَ أحَدُكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ ( " فلا يرفث ولا يجهل " : قال ابن علاّن: كذا فيما وقفت عليه من نسخ، وفيه حذف وهو كما في الصحيحين " فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يرفثْ ولا يَجْهَل " ولم ينبّه على هذا الحافظ ولعله على الصواب فيما وقف عليه من الأصول، ثم رأيته ملحقاً في أصل مصحح)، وَإِنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أو شاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إني صَائِمٌ إني صَائِمٌ مَرَّتَيْن " .
قلت: قيل إنه يقول بلسانه ويُسمع الذي شاتمه لعلّه ينزجر، وقيل يقوله بقلبه لينكفّ عن المسافهة ويحافظ على صيانة صومه، والأوّل أظهر. ومعنى شاتمه: شتمه متعرضاً لمشاتمته، واللّه أعلم.
وروينا في كتابي الترمذي وابن ماجه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُم: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمامُ العادِلُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ " قال الترمذي: حديث حسن. قلت: هكذا الرواية " حتى " بالتاء المثناة فوق.