بابُ ما يُقالُ في حَالِ غُسْلِ الميّتِ وتَكفِينه
يُستحبّ الإِكثار من ذكر اللّه تعالى والدعاء للميت في حال غسله وتكفينه. قال أصحابنا: وإذا رأى الغاسلُ من الميّت ما يُعجبه من استنارة وجهه وطيب ريحه ونحو ذلك استُحبَّ له أن يحدّثَ الناس بذلك، وإذا رأى ما يَكره من سوادِ وجه، ونتْنِ رائحة، وتغيّر عضو، وانقلاب صورة، ونحو ذلك حرّم عليه أن يحدّث أحداً به، واحتجوا:
بما رويناه في سنن أبي داود والترمذي، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتاكُمْ وكُفُّوا عَنْ مَساوِيهِمْ " .
وروينا في " السنن الكبرى " للبيهقي، عن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتاً فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أرْبَعِينَ مَرَّةً " . ورواه الحاكم أبو عبد اللّه في المستدرك على الصحيحين، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم.
ثم إن جماهير أصحابنا أطلقوا المسألة كما ذكرته. وقال أبو الخير اليمني صاحب " البيان " منهم: لو كان الميت مبتدعاً مظهراً للبدعة، ورأى الغاسلُ منه ما يكره، فالذي يقتضيه القياس أن يتحدّث به في الناس ليكونَ ذلك زجراً للناس عن البدعة.