بابُ ما يقولُه بعدَ صَلاةِ المغرب
ذكـــــر
قد تقدم قريباً أنه يقول عقيب كل الصلوات الأذكارَ المتقدمة، ويُستحبّ أن يزيدَ فيقول بعد أن يصلّي سنّة المغرب:
ما رويناه في كتاب ابن السني عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا اصرف من صلاة المغرب يدخل فيصلي ركعتين ثم يقول فيما يدعو: " يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأَبْصَارِ ثَبِّتْ قُلُوبَنا على دِينِكَ " .
وروينا في كتاب الترمذي عن عمارة بن شبيب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " مَنْ قالَ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ على أثَرِ المَغْرِبِ، بَعَثَ اللَّهُ تَعالى لَهُ مَسْلَحَةً يَتَكَفَّلُونَهِ (56) مِنَ الشَّيْطانِ حَتَّى يُصْبحَ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِها عَشْرَ حَسَناتٍ مُوجِبات، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئاتٍ مُوبِقاتٍ، وكانَتْ لَهُ بِعِدْلِ عَشْرِ رِقابٍ مُؤْمناتٍ " قال الترمذي: لا نعرفُ لعمارة بن شبيب سماعاً من النبي صلى اللّه عليه وسلم.
قلت: وقد رواه النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة من طريقين: أحدهما هكذا، والثاني عن عمارة عن رجل من الأننصار. قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: هذا الثاني هو الصواب.
قلتُ: قوله: " مَسلحة " بفتح الميم وإسكان السين المهملة وفتح اللام وبالحاء المهملة: وهم الحرس.