فصل
فصل
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
فنحن نناشد أهل السماع بالله الذي لا إله إلا هو، هل يجدون في سماعهم مثل هذا الذوق أو شيء منه؟ بل نناشدهم بالله، هل يدعهم السماع يجدون بعض هذا الذوق في صلاتهم أو جزءاً يسيراً منها؟ بل هل نَشَقُوا من هذا الذوق رائحة، أو شموا منه شمة قط؟ و نحن نحلف، عنهم أن ذوقهم في صلاتهم و سماعهم صد هذا الذوق، و مشربهم ضد هذا المشرب. و لولا خشية الإطالة لذكرنا نُبذة من ذوقهم في سماعهم، تدلُّ على ما ورائها. و لا يخفى على من له أدنى عقل، و حياة قلب، الفرق بين ذوق الآيات، و ذوق الأبيات، و بين ذوق القيام بين يدي رب العالمين، و القيام بين يدي المغنين، و بين ذوق اللذة و النعيم بمعاني ذكر الله تعالى و التلذذ بكلامه، و ذوق معاني الغناء، و التطريب الذي هو رقية الزنا، و قرآن الشيطان، و التلذذ بمضمونها فما اجتمع و الله الأمران في قلب إلا و طرد أحدهما الآخر، و لا تجتمع بنت رسول الله و بنت عدو الله عز و جل عند رجلٍ أبداً، و الله سبحانه و تعالى أعلم.