قول الله تعالى : ﴿ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ﴾
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى : ﴿ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ﴾ وذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : ﴿ يلحدون في أسمائه ﴾ يشركون . وعنه : سمّوا اللات من الإله ، والعزى من العزيز . وعن الأعمش : يدخلون فيها ما ليس منها .
----------------
الإلحاد في أسماء الله : الإلحاد في اللغة : هو الزيغ والميل والذهاب عن سنن الصواب . والإلحاد في أسماء الله سبحانه أنواع . قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى : ” الإلحاد في أسماء الله هو الميل بها عما يجب فيها ، وهو أنواع : الأول : أن ينكر شيئاً منها ، أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام ، كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم . الثاني : أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين ، كما فعل أهل التشبيه . الثالث : أن يسمِّي الله تعالى بما لم يسمِّ به نفسه ، كتسمية النصارى له الأب ، وتسمية الفلاسفة له العلة الفاعلة ، وذلك لأن أسماء الله توقيفية . الرابع : أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام ، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز ، واشتقاق اللات من الإله على أحد القولين . والإلحاد بجميع أنواعه محرم ، لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله : ﴿ وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ﴾ ومنه ما يكون شركاً أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية .