من جحد شيئا من أسماء الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
ولما سمعت قريش رسول الله يذكر الرحمن ، أنكروا ذلك ، فأنزل الله فيهم : ﴿ وهم يكفرون بالرحمن ﴾ .
----------------
روى ابن جرير عن قتادة : ( ﴿ وهم يكفرون بالرحمن ﴾ ذكر لنا أن رسول الله زمن الحديبية حين صالح قريشاً كتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ، فقال مشركو قريش : لئن كنت رسول الله ، ثم قاتلناك ، لقد ظلمناك ولكن اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله ، فقال أصحاب رسول الله : دعنا يا رسول الله نقاتلهم ، فقال : لا ، ولكن اكتبوا كما يريدون ، إني محمد بن عبد الله ، فلما كتب الكاتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، قالت قريش : أما الرحمن فلا نعرفه ، وكان أهل الجاهلية يكتبون : باسم اللهم ، فقال الصحابة : دعنا يا رسول الله نقاتلهم قال : لا ولكن اكتبوا كما يريدون ، قال تعالى : ﴿ وهم يكفرون بالرحمن ﴾ ) .
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس : ( أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديث رسول الله في الصفات استنكاراً لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه ) . رواه عبد الرزاق في المصنف ( 20895 )
----------------
( أنه رأى رجلاً ) لم يسمّ هذا الرجل . ( انتفض ) أي ارتعد لما سمع حديثاً عن النبي فاستنكره لكونه اعتقد عدم صحته فأنكره . ( فقال ) أي ابن عباس . ( ما فرق ) يحتمل وجهين : أحدهما : أن تكون ( ما ) استفهامية انكارية ، و ( فَرَق ) بفتح الفاء والراء ، وهو الخوف والفزع ، أي ما فزع هذا وأضرابه من أحاديث الصفات واستنكارهم لها ؟ والمراد الإنكار عليهم . فإن الواجب على العبد التسليم والإذعان والإيمان بما صح عن الله ورسوله . الثاني : أن يكون بفتح الفاء وتشديد الراء ، و ( ما ) نافية ، أي ما فرق هذا وأضرابه بين الحق والباطل ولا عرفوا ذلك ، ولهذا قال : ( يجدون رقة ) وهي ضد القسوة ، أي ليناً وميولاً للمحكم ( ويهلكون عند متشابهه ) أي ما يشتبه عليهم فهمه المحكم : هو الذي اتضح معناه وتبين . والمتشابه : هو الذي يخفى معناه .
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وقول الله تعالى : ﴿ وهم يكفرون بالرحمن ﴾ الرعد ( 30 )
----------------
﴿ يكفرون بالرحمن ﴾ أي يجحدون هذا الاسم لا أنهم يجحدون الله ، فإنهم يقرون به ، كما قال تعالى : ﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ﴾ . ولهذا لما قال النبي لعلي يوم الحديبية : ( اكتب باسم الله الرحمن الرحيم ، فقالوا : لا نعرف الرحمن الرحيم ) . قال ابن كثير : ” ﴿ وهم يكفرون بالرحمن ﴾ أي لا يقرون به لأنهم يأبون من وصف الله بالرحمن الرحيم “ .