من جحد شيئا من أسماء الله
من جحد شيئا من أسماء الله
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس: (أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديث رسول الله في الصفات استنكاراً لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه). رواه عبد الرزاق في المصنف (20895)
----------------
(أنه رأى رجلاً) لم يسمّ هذا الرجل. (انتفض) أي ارتعد لما سمع حديثاً عن النبي فاستنكره لكونه اعتقد عدم صحته فأنكره. (فقال) أي ابن عباس. (ما فرق) يحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون (ما) استفهامية انكارية، و (فَرَق) بفتح الفاء والراء، وهو الخوف والفزع، أي ما فزع هذا وأضرابه من أحاديث الصفات واستنكارهم لها؟ والمراد الإنكار عليهم. فإن الواجب على العبد التسليم والإذعان والإيمان بما صح عن الله ورسوله. الثاني: أن يكون بفتح الفاء وتشديد الراء، و (ما) نافية، أي ما فرق هذا وأضرابه بين الحق والباطل ولا عرفوا ذلك، ولهذا قال: (يجدون رقة) وهي ضد القسوة، أي ليناً وميولاً للمحكم (ويهلكون عند متشابهه) أي ما يشتبه عليهم فهمه المحكم: هو الذي اتضح معناه وتبين. والمتشابه: هو الذي يخفى معناه.