باب كراهة الخصومة في المسجد
باب كراهة الخصومة في المسجد
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا». رواه مسلم.
----------------
الحديث: دليل على تحريم السؤال عن الضالة في المسجد، والأمر بالإنكار على فاعل ذلك، وتعليمه بقوله: «لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا».
باب كراهة الخصومة في المسجد
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا: لا ردها الله عليك». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
الحديث: دليل على تحريم البيع والشراء في المسجد. وفيه: الأمر بالإنكار على من فعل ذلك بقوله: «لا أربح الله تجارتك». وقال البخاري: باب ذكر البيع والشراء على المنير في المسجد. وذكر قصة بريرة. قال الحافظ: مطابقة هذه الترجمة لحديث الباب من قوله: «ما بال أقوام يشترطون». فإن فيه إشارة إلى القصة المذكورة. وقد اشتملت على بيع وشراء، وعتق وولاء، والفرق بين جريان ذكر الشيء والإخبار عن حكمه، أن ذلك حق وخير، وبين مباشرة العقد، فإن ذلك يفضي إلى اللفظ المنهي عنه. انتهى ملخصا.
باب كراهة الخصومة في المسجد
تطريز رياض الصالحين
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة؛ أو ينشد فيه شعر. رواه أبو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
الحديث: دليل على كراهة الشعر في المسجد، وهو محمول على القبيح منه، وما يشغل أهل المسجد. وقال البخاري: باب الشعر في المسجد. وذكر حديث حسان يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله هل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا حسان، أجب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم أيده بروح القدس»؟. قال أبو هريرة: نعم. قال الحافظ: قوله باب الشعر في المسجد، أي: ما حكمه. والجمع بينه وبين أحاديث النهي أن يحمل النهي على تناشد أشعار الجاهلية والمبطلين، والمأذون فيه ما سلم من ذلك. انتهى ملخصا.
باب كراهة الخصومة في المسجد
تطريز رياض الصالحين
عن السائب بن يزيد الصحابي - رضي الله عنه - قال: كنت في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، فقال: من أين أنتما؟ فقالا: من أهل الطائف، فقال: لو كنتما من أهل البلد، لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!. رواه البخاري.
----------------
فيه: كراهة رفع الصوت في مسجد المدينة، ومثله المسجد الحرام، والأقصى، ويلحق بها سائر المساجد. وقال البخاري: باب رفع الصوت في المساجد. وذكر الحديث. وحديث كعب بن مالك: أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيته، فخرج إليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كشف سجف حجرته، ونادى: «يا كعب بن مالك، يا كعب». قال: لبيك يا رسول الله! فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك. قال كعب: قد فعلت يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قم فاقضه». قال الحافظ: قوله باب رفع الصوت في المسجد. أشار بالترجمة إلى الخلاف في ذلك، فقد كرهه مالك مطلقا، سواء كان في العلم أم في غيره، وفرق غيره بين ما يتعلق بغرض ديني، أو نفع دنيوي، وبين مالك فائدة فيه، وساق البخاري حديث عمر الدال على المنع، وحديث كعب الدال على عدمه إشارة منه إلى أن المنع فيما لا منفعة فيه، وعدمه فيما تلجئ الضرورة إليه.