باب النهي عن التطير
باب النهي عن التطير
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا عدوى ولا طيرة. وإن كان الشؤم في شيء ففي الدار، والمرأة، والفرس». متفق عليه.
----------------
قال البخاري: باب لا عدوى. وذكر حديث ابن عمر، وأنس. وحديث أبي هريرة: «لا توردوا الممرض على المصح». وحديثه أيضا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى». فقام أعرابي فقال: أرأيت الإبل تكون في الرمال أمثال الظباء، فيأتيها البعير الأجرب فتجرب؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فمن أعدى الأول». وقال أيضا: باب الجذام. وذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد». قال الحافظ: وأخرج مسلم من حديث عمرو بن الشريد الثقفي عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنا قد بايعناك فارجع». قال عياض: اختلفت الآثار في المجذوم، فجاء ما تقدم عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل مع مجذوم، وقال: «ثقة بالله، وتوكلا عليه». قال: مذهب عمر وجماعة من السلف إلى الأكل معه، ورأوا أن الأمر باجتنابه منسوخ. والصحيح الذي عليه الأكثر ويتعين المصير إليه أن لا نسخ، بل يجب الجمع بين الحديثين، وحمل الأمر باجتنابه والفرار منه على الاستحباب والاحتياط، والأكل معه على بيان الجواز. وقال القرطبي: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن إيراد الممرض على المصح، مخافة الوقوع، فيما وقع فيه أهل الجاهلية من اعتقاد العدوى، أو مخافة تشويش النفوس، وتأثير الأوهام، وهو نحو قوله: «فر من المجذوم فرارك من الأسد». وإن كنا نعتقد أن الجذام لا يعدي، لكنا نجد في أنفسنا نفرة وكراهية لمخالطته، حتى لو أكره إنسان نفسه على القرب منه وعلى مجالسته لتأذت نفسه بذلك، فحينئذ فالأولى للمؤمن أن لا يتعرض إلى ما يحتاج فيه إلى مجاهدة، فيجتنب طرق الأوهام، ويباعد أسباب الآلام، مع أنه يعتقد أن لا ينجي حذر من قدر. والله أعلم. انتهى ملخصا. قوله: «لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل». قالوا: وما الفأل؟ قال: «كلمة طيبة». «وإن كان الشؤم في شيء، ففي الدار، والمرأة، والفرس». قال الشارح: خص هذه الثلاث بالذكر لطول ملازمتها، ولأنها أكثر ما يتطير به الناس، فمن وقع في نفسه منها شيء تركه، واستبدل به غيره. وللحاكم: «ثلاث من الشقاء: المرأة تراها تسوؤك، أو تحمل لسانها عليك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحق أصحابك. والدار تكون ضيقة قليلة المرافق».
باب النهي عن التطير
تطريز رياض الصالحين/ضعفه الالبانى فى تحقيقه لرياض الصالحين
عن عروة بن عامر - رضي الله عنه - قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أحسنها الفأل. ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك». حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح.ضعفه الالبانى فى تحقيقه لرياض الصالحين
----------------
قال البخاري: باب الفأل. وذكر حديث أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا طيرة. وخيرها الفأل». قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟! قال:... «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم». وحديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، الكلمة الحسنة». قال الحافظ: وأخرج ابن ماجة بسند حسن عن أبي هريرة رفعه: كان يعجبه الفأل، ويكره الطيرة. وأخرج الترمذي من حديث حابس التميمي أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:... «العين حق، وأصدق الطيرة الفأل». قال الخطابي: الفرق بين الفأل والطيرة. أن الفأل من طريق حسن الظن بالله، والطيرة لا تكون إلا في السوء، فلذلك كرهت. قال ابن بطال: جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة، والأنس بها، كما جعل فيهم الارتياح بالنظر الأنيق، والماء الصافي، وإن كان لا يملكه، ولا يشربه. وأخرج الترمذي وصححه من حديث أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج لجاجته يعجبه أن يسمع يا نجيح، يا راشد. وأخرج أبو داود بسند حسن عن بريدة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملا يسأل عن اسمه، فإذا أعجبه فرح به، وإن كره اسمه رؤي كراهة ذلك في وجهه. وقال الطيبي: معنى الترخص في الفأل، والمنع من الطيرة، لو رأى شيئا فظنه حسنا محرضا على طلب حاجته فليفعل ذلك، وإن رآه بضد ذلك فلا يقبله، بل يمضي لسبيله، فلو قبل وانتهى عن المضي فهو الطيرة التي اختصت بأن تستعمل في الشؤم، والله أعلم. انتهى ملخصا.