بيان شيء من أنواع السحر
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سمع النبي قال: (إن العِيافةُ والطّرق والطّيرة من الجبت). رواه أحمد (3/477) وأبو داود (3907)
----------------
(قبيصة) هو ابن المخارق، أبو عبد الله الهلالي، صحابي نزل البصرة. (العيافة) قال أبو السعادات: ” العيافة: زجر الطير والتفاؤل باسمائها وأصواتها وممرّها، وهو من عادة العرب كثيراً، وهو كثير في أشعارهم “. (الطرق) الخط يخط في الأرض. (الطيرة) هي التشاؤم بمرئي أو مسموع. [وسيأتي الحديث عنها في بابها إن شاء الله تعالى] (الجبت) أي من أعمال السحر.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله: (من اقتبس شُعْبَةً من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد). رواه أبو داود (3905)
----------------
الحديث صححه النووي في رياض الصالحين، والذهبي في الكبائر، وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ” إسناده صحيح “. (من اقتبس) أي من تعلم. (شعبة) أي طائفة. والشعبة: الطائفة من الشيء، ومنه الحديث: (الحياء شعبة من الإيمان). متفق عليه (من النجوم) أي من علم النجوم. (فقد اقتبس شعبة من السحر) المحرم تعلمه. (زاد ما زاد) أي كلما زاد شعبة من تعلم النجوم ازداد شعبة من السحر.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وللنسائي من حديث أبي هريرة: (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاً وُكِلَ إليه). رواه النسائي (7/12) وضعفه الألباني
----------------
(من عقد عقدة ثم نفث فيه فقد سحر) اعلم أن السحرة إذا أرادوا عمل السحر، عقدوا الخيوط، ونفثوا على كل عقدة حتى ينعقد ما يريدونه من السحر، ولهذا أمر الله عز وجل بالاستعاذة من شرهم في قوله: ﴿ ومن شر النفاثات في العقد ﴾ يعني السواحر اللاتي يفعلن السحر. النفث: هو النفخ مع الريق، وهو دون التفل. والنفث فعل الساحر، فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور، ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة، نفخ في تلك العقد نفخاً معه ريق، فيخرج من نفسه الخبيثة، ممازج للشر والأذى، مقترن بالريق الممازج لذلك، وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور، فيصيبه السحر بإذن الله الكوني الشرعي... [قاله ابن القيم] (ومن سحر فقد أشرك) نص في أن الساحر مشرك، إذ لا يتأتى السحر بغير الشرك. (ومن تعلق شيئاً وكل إليه) أي من تعلق قلبه شيئاً بحيث يتوكل عليه ويرجوه، وكله الله إلى ذلك الشيء، فإن تعلق العبد على ربه وإلهه وسيده ومولاه رب كل شيء ومليكه، وكّله إليه وكفاه، ووقاه وحفظه وتولاه، ونعم المولى ونعم النصير، أليس الله بكاف عبده؟
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وعن ابن مسعود أن رسول الله قال: (ألا هل أنبئكم بالعَضْه؟ هي النميمة القالة بين الناس). رواه مسلم (2606)
----------------
(ألا هل أنبئكم) أي أخبركم. (العضه) بفتح العين وتسكين الضاد، الأصل: البهت. (النميمة) نقل الكلام من شخص إلى آخر على وجه الإفساد. مناسبة الحديث للباب: حيث دل على أن النميمة نوعٌ من السحر، وذلك لأنها تؤثر ما يؤثر السحر أو أكثر
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (إن من البيان لسحراً). رواه البخاري (5146) ومسلم (869)
----------------
رواه البخاري عن ابن عمر ومسلم عن عمار بن ياسر. (البيان) البلاغة والفصاحة. (لسحراً) فالرجل يكون عليه الحق وهو لحسن الحجج لصاحب الحق فيسحر القوم ببيانه، فيذهب بالحق. وذهب أكثر أهل العلم وجماعة من الأدب إلى أنه على المدح، لأن الله تعالى مدح البيان. وقد قال عمر بن عبد العزيز لرجل سأله عن حاجة فأحسن المسألة فأعجبه فقال: (هذا والله السحر الحلال). والأول أصح. والمراد به البيان الذي فيه تمويه على السامع وتلبيس، كما قال بعضهم شعراً: في زخرف القول تزيين لباطله والحق قد يعتريه سوء تعبير (إن من البيان لسحراً) هذا التشبيه البليغ لكون ذلك يعمل عمل السحر، فيجعل الحق في قالب الباطل، والباطل في قالب الحق، فيستميل به قلوب الجهّال، حتى يقبل الباطل وينكر الحق، وأما البيان الذي يوضح الحق ويقرره ويبطل الباطل ويبينه، فهذا هو الممدوح، وهكذا حال الرسل وأتباعهم، ولهذا علت مراتبهم في الفضائل، وعظمت حسناتهم