باب الشفاعة
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله عز وجل: ﴿ وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون ﴾
----------------
الإنذار: هو الإعلام بأسباب المخافة والتحذير منها. قوله (به) قال ابن عباس ” بالقرآن “، كما قال تعالى: ﴿ وكذلك أوحينا إليــك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها ﴾، وقال تعالى: ﴿ لتنذر به وذكرى للمؤمنين ﴾. (الذين يخافون أن يحشروا) هذا إنذار خاص، خص الله به هؤلاء لأنهم منتفعين بالقرآن. (يحشروا) الحشر هو الجمع، وشرعاً: هو جمع الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد. (إلى ربهم) إلى معبودهم وخالقهم. (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع) أي ليس لهم نصير ينصرهم، ولا شفيع: أي شافع يتوسط لهم.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ قل لله الشفاعة جميعاً ﴾.
----------------
وقبل هذه الآية ﴿ أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون ﴾. (أم اتخذوا) أي بل اتخذوا، أي المشركين، والهمزة للإنكار من دون الله شـفعاء، أي أتشفع لهم عند الله بزعمهم، كما قال تعالى: ﴿ ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ﴾. (من دون الله) أي من دون إذنه وأمره، والحال أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه. (أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون) أي: أيشفعون ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم جمادات لا تقدر ولا تعلم أو أموات كذلك. (قل لله الشفاعة جميعاً) أي هو مالكها كلها، فليس لمن تدعونهم منها شيء. والمعنى: أنه مالك الشفاعة كلها، لا يستطيع أحد شفاعة إلا بإذنه، ولا يستقل بها.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ﴾. البقرة (255)
----------------
(عنده) أي عند الله. (إلا بإذنه) أي بإذن الله. والمعنى: لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه. المعنى الإجمالي للآية: يخبر تعالى في هذه الآية أنه لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه سبحانه وتعالى، فمن شروط الشفاعة إذن الله تعالى للمشفوع
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وقوله: ﴿ وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرض ﴾. النجم (26)
----------------
المعنى الإجمالي: يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن في السموات كثيراً من الملائكة، ومع كثرتهم وعلو منزلتهم عند الله فإن شفاعتهم لا تغني أحداً إلا من بعد أن يأذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك ومالهم منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له... ﴾.
----------------
(قل) أي للمشركين. (زعمتم) أي زعمتموهم آلهة. (مثقال) وزن. (ذرة) من خير أ، شر، والمراد بالذرة: النملة الصغيرة. (مالهم) أي للأصنام. (فيهما) أي السموات والأرض. (شرك) مشاركة. (وماله) أي الله. (منهم) من الأصنام. (ظهير) معين.