لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ لا تقم فيه أبداً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجالٌ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾
----------------
ينهى الله عز وجل رسوله أن يقوم في مسجد الضرار في الصلاة فيه أبداً، والأمة تبع له في ذلك، لأن مسجد الضرار أسس على معصية الله، كما قال تعالى: ﴿ والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون ﴾. فلهذه الأمور نهى الله نبيه عن القيام فيه والصلاة، وكان المنافقون الذين بنوه جاءوا إلى رسول الله قبل خروجه إلى تبوك، فسألوه أن يصلي فيه ليحتجوا بصلاته على تقريره، وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء وأهل العلة في الليلة الشاتية، فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: (إنا على سفر لكنا إذا رجعنا إن شاء الله) فلما قفل راجعاً إلى المدينة ولم يبق بينه وبينها إلا يوماً أو بعض يوم نزل الوحي بخبر المسجد، فبعث إليه فهدمه قبل مقدمه إلى المدينة.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن ثابت بن الضحاك قال: (نذر رجلٌ أن ينحر إبلاً ببُوانة، فسأل النبي فقال: " هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ " قالوا: لا، قال: " فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ " قالوا: لا، فقال رسول الله " أوْف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم "). رواه أبو داود
----------------
(ببُوانة) قال البغوي: موضع في أسفل مكة. (وثن من أوثانهم) الوثن: كل ما عبد من دون الله من شجر أو حجر. (عيد) قال شيخ الإسلام: العيد اسم لما يعود ـ من الاجتماع العام ـ على وجه معتاد. (نذر) النذر هو: إلزام المكلف نفسه شيئاً غير واجب عليه أصلاً.