باب تحريم الخلوة بالأجنبية
باب تحريم الخلوة بالأجنبية
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} [الأحزاب (53)].
----------------
قال البغوي: أي من وراء ستر، فبعد آية الحجاب لم يكن لأحد أن ينظر إلى امرأة من نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منتقبة أو غير منتقبة. انتهى. وأما غيرهن من النساء، فالحجاب في حقهن مستحب لا واجب.
باب تحريم الخلوة بالأجنبية
تطريز رياض الصالحين
عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم والدخول على النساء!» فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت!». متفق عليه.
----------------
«الحمو»: قريب الزوج كأخيه، وابن أخيه، وابن عمه. قوله: «الحمو الموت». قال النووي: المراد به في الحديث أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه؛ لأنهم محارم للزوجة يجوز لهم الخلوة بها، ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ، وابن الأخ، والعم، وابن العم، وابن الأخت، ونحوهم ممن يحل لها تزويجه لو لم تكن متزوجة. وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه. فشبه بالموت وهو أولى بالمنع من الأجنبي، فإن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره. والشر يتوقع منه أكثر من غيره، والفتنة به أمكن، لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والخلوة بها من غير نكير عليها، بخلاف الأجنبي.
باب تحريم الخلوة بالأجنبية
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم». متفق عليه.
----------------
في رواية الطبراني والبيهقي: «لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا مع ذي محرم». وأخرجه الطبراني من حديث أبي هريرة بلفظ: «لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما».
باب تحريم الخلوة بالأجنبية
تطريز رياض الصالحين
عن بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله، فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى» ثم التفت إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما ظنكم»؟. رواه مسلم.
----------------
في هذا الحديث: غلظ إثم الخالف للمجاهد في أهله بالخيانة، وأنه يأخذ من حسناته ما شاء، وطبع الإنسان الحرص، والظن أنه لا يترك من حسناته شيئا.