باب في مسائل من الدعاء
باب في مسائل من الدعاء
تطريز رياض الصالحين
عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تدعوا على أنفسكم؛ ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم». رواه مسلم.
----------------
فيه: النهي عن الدعاء على من ذكر، لئلا يوافقوا ساعة استجابة فيستجاب.
باب في مسائل من الدعاء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء». رواه مسلم.
----------------
فيه: الندب إلى كثرة الدعاء في السجود، كما في الحديث الآخر: «وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم».
باب في مسائل من الدعاء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل: يقول: قد دعوت ربي، فلم يستجب لي». متفق عليه.
----------------
وفي رواية لمسلم: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل» قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال:... «يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء». الاستحسار: الإعياء، والله سبحانه يجيب دعوة الداع إذا دعاه، فأما أن يعجلها في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. وقال ابن جريج: إن دعوة موسى وهارون على فرعون لم تظهر إجابتها إلا بعد أربعين سنة.
باب في مسائل من الدعاء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
إنما كان جوف الليل أقرب للإجابة لكمال التوجه، وفقد العلائق والعوائق، وكذلك إدبار الصلوات؛ لأن الصلاة مناجاة العبد لربه، ومحل مسألته من فضله، وبعد تمام العمل، يظهر الأمل.
باب في مسائل من الدعاء
تطريز رياض الصالحين
عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم»، فقال رجل من القوم: إذا نكثر قال: «الله أكثر». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه: «أو يدخر له من الأجر مثلها». فيه: استحباب كثرة الدعاء، وانتظار الإجابة واحتساب ذلك.
باب في مسائل من الدعاء
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم». متفق عليه.
----------------
في هذا الحديث: إن الدواء من الكرب توحيد الله عز وجل، وعدم النظر إلى غيره أصلا. قال ابن بطال: حدثني أبو بكر الرازي، قال: كنت بأصبهان عند أبي نعيم أكتب الحديث عنه، وهناك شيخ يقال له: أبو بكر بن علي، عليه مدار الفتيا فسعي به عند السلطان فحبسه، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وجبريل عليه السلام عن يمينه يحرك شفتيه بالتسبيح لا يفتر، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: قل: لأبي بكر بن علي يدعو بدعاء الكرب الذي في (صحيح البخاري) حتى يفرج الله عنه. قال: فأصبحت فأخبرته فدعا به، فلم يكن إلا قليلا حتى أخرج من السجن. وقال الحسن البصري: أرسل إلي الحجاج فقلتهن، فقال: والله ما أرسلت إليك إلا وأنا أريد أن أقتلك، فلأنت اليوم أحب من كذا وكذا، فسل حاجتك. قال العيني: اشتملت الجملة الأولى على التوحيد الذي هو أصل التنزيهات، وعلى العظمة التي تدل على القدرة العظيمة. وحكمة تخصيص الحليم بالذكر، أن كرب المؤمن غالبا إنما هو نوع من التقصير في الطاعات، أو غفلة في الحالات، وهذا يشعر برجاء العفو المقلل للحزن. واشتملت الجملة الثانية على التوحيد، والربوبية، وعظم العرش. ووجه تكرير الرب بالذكر من بين سائر الأسماء الحسنى، هو كونه مناسبا لكشف الكرب الذي هو مقتضى التربية. ووجه تخصيص العرش بالذكر، كونه أعظم أجسام العالم، فيدخل الجميع تحته دخول الأدنى تحت الأعلى. وخص السموات والأرض بالذكر؛ لأنهما من أعظم المشاهدات. انتهى. ملخصا.