باب ما يقوله عند النوم
باب ما يقوله عند النوم
تطريز رياض الصالحين
عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له ولفاطمة رضي الله عنهما: «إذا أويتما إلى فراشكما - أو إذا أخذتما مضاجعكما - فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين» وفي رواية: التسبيح أربعا وثلاثين، وفي رواية: التكبير أربعا وثلاثين. متفق عليه.
----------------
قال بعض العلماء: بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه، من شغل ونحوه. قلت: ويشهد لهذا سبب هذا الحديث، وهو أن فاطمة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - خادما، فذكر لها هذا الذكر، وقال: «إنه خير لكما من خادم».
باب ما يقوله عند النوم
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها، فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». متفق عليه.
----------------
فيه: استحباب نفض الفراش قبل الاضطجاع لئلا يكون دخل فيه حية، أو عقرب، أو غيرهما من المؤذيات وهو لا يشعر، وقد قال الله تعالى:... {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الزمر (42)].
باب ما يقوله عند النوم
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده. متفق عليه. وفي رواية لهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: {قل هو الله أحد}، و {قل أعوذ برب الفلق}، و {قل أعوذ برب الناس} ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. متفق عليه.
----------------
قال أهل اللغة: «النفث» نفخ لطيف بلا ريق. المعوذات: «قل هو الله أحد»، والمعوذتين، كما فسره في الرواية الأخرى. والنفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل.
باب ما يقوله عند النوم
تطريز رياض الصالحين
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول». متفق عليه.
----------------
قوله: «أسلمت نفسي إليك»، أي: جعلتها منقادة لك، تابعة لحكمك. و «فوضت أمري إليك»، أي: رددته إليك. و «ألجأت ظهري إليك»، أي: اعتمدت عليك في أموري كلها. و «ورغبة ورهبة إليك»، أي: خوفا من عقابك وطمعا في ثوابك. و «لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك»، أي: لا ملجأ منك إلى أحد إلا إليك، ولا منجا إلا إليك. و «آمنت بكتابك الذي أنزلت» يعني: القرآن وجميع الكتب السماوية. و «وبنبيك الذي أرسلت». وفي رواية: أنه قرأها البراء فقال: و «وبرسولك الذي أرسلت». فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قل: وبنبيك الذي أرسلت». و «فإن مت مت على الفطرة»، أي: الدين. وفي رواية: «وإن أصبحت أصبت خيرا، واجعلهن آخر ما تقول ليكون ختما حسنا».
باب ما يقوله عند النوم
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي». رواه مسلم.
----------------
فيه: تعداد العبد للنعم على نفسه، والنظر إلى من جعلهم الله دونه، فهو أجدر أن لا يزدري نعمة الله عليه.
باب ما يقوله عند النوم
تطريز رياض الصالحين
عن حذيفة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يرقد، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
ورواه أبو داود؛ من رواية حفصة رضي الله عنها، وفيه أنه كان يقوله ثلاث مرات. هذا منه - صلى الله عليه وسلم - خضوع لمولاه، وأداء لحق مقام الربوبية، وتنبيه للأمة أن لا يأمنوا مكر الله فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.