باب تحريم سماع الغيبة
باب تحريم سماع الغيبة
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} [الأنعام (68)].
----------------
قال قتادة: نهاه الله أن يجلس مع الذين يخوضون في آيات الله يكذبون بها، فإن نسي فلا يقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. وقال السدي: فإذا ذكرت فقم. وقال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال المسلمون: كيف نقعد في المسجد الحرام، ونطوف بالبيت وهم يخوضون أبدا؟ !. فأنزل الله عز وجل: {وما على الذين يتقون من حسابهم} [الأنعام (69)]، أي: من إثم الخائضين {من شيء ولكن ذكرى} [الأنعام (69)]، أي: ذكروهم وعظوهم بالقرآن {لعلهم يتقون} [الأنعام (69)] الخوض إذا وعظتموهم، فرخص في مجالستهم على الوعظ.
باب تحريم سماع الغيبة
تطريز رياض الصالحين
عن عتبان بن مالك - رضي الله عنه - في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب الرجاء قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي فقال: «أين مالك بن الدخشم»؟ فقال رجل: ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقل ذلك ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله! وإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله». متفق عليه.
----------------
«وعتبان» بكسر العين على المشهور وحكي ضمها وبعدها تاء مثناة من فوق ثم باء موحدة. و «الدخشم» بضم الدال وإسكان الخاء وضم الشين المعجمتين. في هذا الحديث: رد الغيبة والإنكار على قائلها. وفيه: تنبيه على أن العمل الصالح لا ينفع منه إلا ما أريد به وجه الله تعالى، وأداء عبوديته، والتقرب به إليه.
باب تحريم سماع الغيبة
تطريز رياض الصالحين
عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - في حديثه الطويل في قصة توبته وقد سبق في باب التوبة. قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في القوم بتبوك:... «ما فعل كعب بن مالك؟» فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. متفق عليه.
----------------
«عطفاه»: جانباه، وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه. في هذا الحديث: إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لإنكار معاذ على من فعل غيبة، أو تلبس بها، وتشريعا لمثله بالرد على المغتاب.