باب فضل السماحة في البيع والشراء
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم} [هود (85)].
----------------
يقول تعالى حكاية لما قال شعيب لقومه: {ويا قوم أوفوا المكيال والميزان}، أي: الكيل والوزن (بالقسط) بالعدل والسوية. {ولا تبخسوا} تنقصوا الناس أشياءهم، تعميم بعد تخصيص، وقيل: كانوا مكاسين.
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين (1: 6)].
----------------
قال الزجاج: إنما قيل ينقص المكيال والميزان: مطفف؛ لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف. قال نافع: كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول: اتق الله، أوف الكيل والوزن، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة، حتى إنض العرق ليلجمهم إلى أنصاف إذانهم.
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوه، فإن لصاحب الحق مقالا» ثم قال: «أعطوه سنا مثل سنه». قالوا: يا رسول الله، لا نجد إلا أمثل من سنه، قال: «أعطوه، فإن خيركم أحسنكم قضاء». متفق عليه.
----------------
قوله: «فإن لصاحب الحق مقالا»، أي: صولة الطلب، وقوة الحجة. وفي الحديث: جواز المطالبة بالدين إذا حل أجله. وفيه: حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وعظم حلمه، وتواضعه، وإنصافه، وأن من عليه دين لا ينبغي له مجافاة صاحب الحق. وفيه: جواز استقراض الحيوان والسلم فيه. وفيه: جواز وفاء ما هو أفضل من المثل المقترض إذا لم تقع شرطية ذلك في العقد.
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى». رواه البخاري.
----------------
قال البخاري: باب السهولة والسماحة في البيع، ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف. وذكر الحديث. قوله: «فليطلبه في عفاف»، أي: عما لا يحل من قول أو فعل، أشار بهذا إلى ما أخرجه الترمذي وغيره، عن ابن عمر، وعائشة، مرفوعا:... «من طلب حقا فليطلبه في عفاف، واف أو غير واف». وفي الحديث: الحض على السماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم.
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر أو يضع عنه». رواه مسلم.
----------------
هذا مقتبس من مشكاة قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون} [البقرة (280)].
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان رجل يداين الناس، وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه». متفق عليه.
----------------
يدخل في التجاوز: الإنظار، والوضيعة، وحسن التقاضي.
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... «حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر. قال الله - عز وجل -: نحن أحق بذلك منه؛ تجاوزوا عنه». رواه مسلم. ***
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: أتي الله تعالى بعبد من عباده آتاه الله مالا، فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ قال: {ولا يكتمون الله... حديثا} قال: يا رب آتيتني مالك، فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسر على الموسر، وأنظر المعسر. فقال الله تعالى: «أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي» فقال عقبة بن عامر، وأبو مسعود الأنصاري رضي الله عنهما: هكذا سمعناه من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه مسلم.
----------------
قال البخاري: باب من أنظر موسرا. وذكر حديث حذيفة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، قالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر». وقال أبو مالك عن ربعي: كنت أيسر على الموسر، وانظر المعسر. وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي: أنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر. وقال ابن أبي هند عن ربعي: فأقبل من الموسر، وأتجاوز عن المعسر.
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أنظر معسرا، أو وضع له، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
فيه: عظم ثواب من أخر مطالبة المعسر، أو وضع دينه.
باب فضل السماحة في البيع والشراء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي صفوان سويد بن قيس - رضي الله عنه - قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا من هجر، فجاءنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فساومنا بسراويل، وعندي وزان يزن بالأجر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للوزان: «زن وأرجح». رواه أبو داود، والترمذي وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
هجر: بفتحتين بلد معروف، وهو قصبة البحرين. وفي المثل: كمبضع تمر إلى هجر.