باب فضل الأذان
باب فضل الأذان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا». متفق عليه.
----------------
«الاستهام»: الاقتراع، و «التهجير»: التبكير إلى الصلاة. قوله: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول»، أي: من الخير والبركة. «ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه»، أي: على ما ذكر من الأذان والصف الأول.: «لاستهموا عليه»، أي: اقترعوا. قال العلماء: في الحض على الصف الأول، المسارعة إلى خلاص الذمة والسبق لدخول المسجد والقرب من الإمام، واستماع قراءته، والتعلم منه، والفتح عليه، والتبليغ عنه، والسلامة من اختراق المارة بين يديه، وسلامة البال من رؤية من يكن قدامه، وسلامة موضع سجوده من أذيال المصلين، والصف الأول عند الكعبة هو الذي يلي الإمام على الصحيح، وإن كان أبعد من الكعبة.
باب فضل الأذان
تطريز رياض الصالحين
عن معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة». رواه مسلم.
----------------
قوله: «أطول االناس أعناقا»، قال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم، لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق. وقيل: معناه أنهم سادة ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق.
باب فضل الأذان
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أن أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال له: «إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك - أو باديتك - فأذنت للصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن، ولا إنس، ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة». قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه البخاري.
----------------
في هذا الحديث: دليل على استحباب أذان المنفرد ورفع الصوت بالنداء، وعند أبي داود من حديث أبي هريرة: «المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس»، والسر في هذه الشهادة مع أنها تقع عند عالم الغيب والشهادة اشتهار المشهود له يوم القيامة بالفضل وعلو الدرجة، وكما أن الله يفضح بالشهادة قوما فكذلك يكرم بالشهادة آخرين. وفيه: أن حب الغنم والبادية ولا سيما عند نزول الفتنة، من عمل السلف الصالح.
باب فضل الأذان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثوب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا واذكر كذا - لما لم يكن يذكر من قبل - حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى». متفق عليه.
----------------
«التثويب»: الإقامة. في هذا الحديث: بيان فضيلة الأذان وأنه يطرد الشيطان، وفي صحيح مسلم من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه أنه قال: «إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة». قال ابن الجوزي: على الأذان هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها، لأنه لا يكاد يقع في الأذان رياء ولا غفلة عند النطق به بخلاف الصلاة، فإن النفس تحضر فيها، فيفتح لها الشيطان أبواب الوسوسة. قال ابن بطال: يشبه أن يكون الزجر عن خروج المرء من المسجد بعد أن يؤذن المؤذن من هذا المعنى، لئلا يكون متشبها بالشيطان، الذي يفر عند سماع الأذان. والله أعلم.
باب فضل الأذان
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة». رواه مسلم.
----------------
في هذا الحديث: استحباب مجاوبة المؤذن بمثل ما يقول في كل كلمة من الأذان إلا الحيعلة فيقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، كما في حديث معاوية. وروى النسائي من حديث أم حبيبة: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول مثل ما يقول المؤذن حتى يسكت. قال الطيبي: معنى الحيعلتين: هلم بوجهك وسريرتك إلى الهدى... عاجلا، والفوز بالنعيم آجلا، فناسب أن يقول: هذا أمر عظيم لا أستطيع مع ضعفي القيام به إلا إذا وفقني الله بحوله وقوته. فيه: استحباب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعاء له بالوسيلة.
باب فضل الأذان
تطريز رياض الصالحين
عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة، والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة». رواه البخاري.
----------------
المقام المحمود: هو شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الله عز وجل في القضاء بين خلقه حين يتأخر عنها آدم وأولوا العزم من الرسل.
باب فضل الأذان
تطريز رياض الصالحين
عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا، غفر له ذنبه». رواه مسلم.
----------------
في هذا الحديث: فضيلة هذا الذكر إذا سمع الأذان.