باب ما يقول إذا ركب دابة للسفر
باب ما يقول إذا ركب دابة للسفر
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون} [الزخرف (12: 13)].
----------------
قال طاوس: حق على كل مسلم إذا ركب دابة، أو سفينة أن يقول ذلك، ويتذكر انقلابه في آخر عمره على مركب الجنازة إلى الله تعالى.
باب ما يقول إذا ركب دابة للسفر
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبر ثلاثا، ثم قال: «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل». وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون». رواه مسلم
----------------
قوله «مقرنين»: مطيقين. و «الوعثاء» بفتح الواو وإسكان العين المهملة وبالثاء المثلثة وبالمد وهي: الشدة. و «الكآبة» بالمد، وهي: تغير النفس من حزن ونحوه. و «المنقلب»: المرجع. قوله: «اللهم أنت الصاحب في السفر»، أي: الملازم بالعناية والحفظ من الحوادث والنوازل: «والخليفة في الأهل» أي: المعتمد عليه والمفوض إليه حضورا وغيبة. وفي الحديث: استحباب هذا الدعاء عند ركوب المسافر.
باب ما يقول إذا ركب دابة للسفر
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكون، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال. رواه مسلم.
----------------
هكذا هو في صحيح مسلم: «الحور بعد الكون» بالنون، وكذا رواه الترمذي والنسائي، قال الترمذي: ويروى «الكور» بالراء، وكلاهما له وجه. قال العلماء: ومعناه بالنون والراء جميعا: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص. قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهو لفها وجمعها. ورواية النون، من الكون، مصدر كان يكون كونا: إذا وجد واستقر. قوله: «من الحور بعد الكون» استعاذة من الهبوط بعد الرفعة، لأن السفر مظنة التفريط والظلم. ورواية الراء استعاذة من النقض بعد الإبرام.
باب ما يقول إذا ركب دابة للسفر
تطريز رياض الصالحين
عن علي بن ربيعة، قال: شهدت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب، قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها، قال: الحمد لله ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال: الحمد لله، ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر، ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل كما فعلت ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله، من أي شيء ضحكت؟ قال: «إن ربك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري». رواه أبو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن». وفي بعض النسخ: «حسن صحيح». وهذا لفظ أبي داود.
----------------
قوله: ثم قال: «سبحان الذي سخر لنا هذا» هو الصواب. وفي بعض النسخ: «الحمد الله الذي يسخر لنا هذا». والذي رأيته في سنن أبي داود هو الموافق لما في الآية. وفي هذا لحديث: استحباب هذا الذكر عند ركوب الدابة.