- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}... [الشعراء (215)].
----------------
أمر الله تعالى نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يلين جانبه لمن اتبعه من المؤمنين، وقد أمر الله المؤمنين أن يقتدوا به، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} [الأحزاب (21)].
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} [النحل (90)].
----------------
يأمر تعالى بالعدل، وهو القسط والإنصاف، وبالإحسان إلى الناس، وبصلة الرحم، وينهى عن الفحشاء، وهي ما قبح من قول أو فعل، وعن المنكر: وهو ما ينكره الشرع، وعن البغي وهو العدوان على الناس. قال بعض العلماء: لو لم يكن في القرآن إلا هذه الآية لصدق عليه أنه تبيان لكل شيء وهدى ورحمة.
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته». متفق عليه.
----------------
في هذا الحديث: وجوب القيام بحق الرعية وإرشادهم لمصالحهم الدينية والدنيوية، وردعهم عن ما يضرهم في دينهم ودنياهم.
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
عن أبي يعلى معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة». متفق عليه.
----------------
وفي رواية: «فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة». وفي رواية لمسلم: «ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة». في هذا الحديث: وعيد شديد لمن ولي أمر المسلمين ثم خانهم وغشهم وقدم مصلحته على مصلحتهم.
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في بيتي هذا: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به». رواه مسلم.
----------------
في هذا الحديث: التنبيه لولاة الأمور على السعي في مصالح الرعية، والجهد في دفع ضررهم، وما يشق عليهم من قول أو فعل، وعدم الغفلة عن أحوالهم.
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون»، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: «أوفوا ببيعة الأول فالأول، ثم أعطوهم حقهم، واسألوا الله الذي لكم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم» متفق عليه.
----------------
فيه: إيماء إلى أنه لا بد للرعية ممن يقوم بأمرها ويحملها على الحق، وينصف المظلوم من ظالمه. وفيه: الأمر بوفاء بيعة الخلفية وطاعته، وقتال من بغى عليه، والصبر على ظلمه.
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
عن عائذ بن عمرو - رضي الله عنه - أنه دخل على عبيد الله بن زياد، فقال له: أي بني، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «إن شر الرعاء الحطمة» فإياك أن تكون منهم. متفق عليه.
----------------
الحطمة: العنيف بالبهائم في رعيها، ضرب مثلا لوالي السوء الذي لا يرفق بالناس ولا يرحمهم. وفي الحديث مشروعية نصيحة الأمراء.
- باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
تطريز رياض الصالحين
عن أبي مريم الأزدي - رضي الله عنه - أنه قال لمعاوية - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة». فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس. رواه أبو داود والترمذي.
----------------
في الحديث: وعيد شديد لمن احتجب عن الرعية ولم يقض حوائجهم، سواء كان ملكا، أو وزيرا، أو قاضيا، أو أميرا، أو مديرا، أو من دونهم ممن له ولاية على شيء من أمور المسلمين.