باب إكرام أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
باب إكرام أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [الأحزاب (33)
----------------
هذه الآية نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يدل عليه السياق. والرجس: الذنب المدنس للعرض وهو الإثم. وأما ذريته فيدخلون من باب أولى، كما في حديث واثلة بن الأسقع: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه علي، وحسن، وحسين رضي الله عنهم آخذ كل واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة رضي الله عنهما وأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه، ثم تلا هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق... ». رواه أحمد.
باب إكرام أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
تطريز رياض الصالحين
عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم - رضي الله عنهم - فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما حدثتكم، فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به»، فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. رواه مسلم.
----------------
وفي رواية: «ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله وهو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة». في هذا الحديث: الحث على التمسك بالقرآن والتحريض على العمل به والاعتصام به. وفيه: تأكيد الوصاية بأهل البيت، والعناية بشأنهم وإكرامهم.
باب إكرام أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - موقوفا عليه - أنه قال: ارقبوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته. رواه البخاري.
----------------
معنى «ارقبوه»: راعوه واحترموه وأكرموه، والله أعلم. في أثر أبي بكر رضي الله عنه دليل على معرفة الصحابة رضي الله عنهم بحق أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوقيرهم واحترامهم، فمن كان من أهل البيت مستقيما على الدين متبعا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان له حقان: حق الإسلام وحق القرابة.