باب إكرام الضيف
باب إكرام الضيف
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون} [الذاريات (24: 27)].
----------------
قوله: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين}، فيه تعظيم لشأن هذا الحديث، وتنبيه على أنه إنما عرف ذلك بالوحي، {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما}، أي: نسلم عليكم سلاما. قال: {قال سلام}، أي: عليكم {قوم منكرون}، أي: أنتم قوم لا نعرفكم، {فراغ إلى أهله}، أي: انسل خفية في سرعة، {فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون}، وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة فإنه جاء بطعام بسرعة من حيث لا يشعرون وأتى بأفضل ما وجد من ماله ووضعه بين أيديهم، وقال: ألا تأكلون؟ على سبيل العرض والتلطف.
باب إكرام الضيف
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد} [هود (78)].
----------------
{وجاءه}، أي: لوطا {قومه يهرعون إليه} يسرعون إليه عجلة لنيل مطلوبهم من أضيافه. {ومن قبل كانوا يعملون السيئات} أي: يأتون الرجال، يعني هذه عادتهم من قبل. {قال يا قوم هؤلاء بناتي}، أي: فتزوجوهن واتركوا أضيافي. وقال الشيخ ابن سعدي: {وجاءه قومه يهرعون إليه}، يريدون فعل الفاحشة بأضياف لوط. فقال: {يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، لعلمه أنه لا حق بهم فيهن كما عرض سليمان للمرأتين حين اختصما في الولد. فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. ومن المعلوم أنه لا يقع ذلك، وهذا مثله. ولهذا قال قومه: {لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} [هود (79)]، وأيضا يريد بعض العذر من أضيافه.
باب إكرام الضيف
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت»
----------------
إكرام الضيف تلقيه بطلاقة الوجه، وتعجيل قراه. وفيه: أن إكرام الضيف، وصلة الرحم، وقول الخير، والصمات عن الشر من الإيمان.
باب إكرام الضيف
تطريز رياض الصالحين
عن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته» قالوا: وما جائزته؟ يا رسول الله، قال: «يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه».
----------------
قال العلماء: المطلوب من المضيف أن يبالغ في إكرام الضيف اليوم الأول وليلته، وفي باقي اليومين يأتي له بما تيسر من الإكرام. وفي الحديث: الحث على النظر إلى حال المضيف، والتخفيف عنه.