باب إكرام الضيف
باب إكرام الضيف
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد} [هود (78)].
----------------
{وجاءه}، أي: لوطا {قومه يهرعون إليه} يسرعون إليه عجلة لنيل مطلوبهم من أضيافه. {ومن قبل كانوا يعملون السيئات} أي: يأتون الرجال، يعني هذه عادتهم من قبل. {قال يا قوم هؤلاء بناتي}، أي: فتزوجوهن واتركوا أضيافي. وقال الشيخ ابن سعدي: {وجاءه قومه يهرعون إليه}، يريدون فعل الفاحشة بأضياف لوط. فقال: {يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، لعلمه أنه لا حق بهم فيهن كما عرض سليمان للمرأتين حين اختصما في الولد. فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. ومن المعلوم أنه لا يقع ذلك، وهذا مثله. ولهذا قال قومه: {لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} [هود (79)]، وأيضا يريد بعض العذر من أضيافه.