باب الاستقامة
باب الاستقامة
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم} [فصلت (30: 32)].
----------------
يخبر تعالى أن من وحده واستقام على طاعته أنه آمن عند الموت ويوم القيامة، وأن جزاءه الجنة. وقوله: {نزلا} أي: رزقا مهيأ.
باب الاستقامة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك. قال: «قل: آمنت بالله، ثم استقم». رواه مسلم.
----------------
هذا الحديث جمع معاني الإسلام والإيمان كلها، وهو على وفاق قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}. قال بعض العارفين: مرجع الاستقامة إلى أمرين: * صحة الإيمان بالله. * واتباع ما جاء به رسول الله ظاهرا وباطنا. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».
باب الاستقامة
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاربوا وسددوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل». رواه مسلم.
----------------
و «المقاربة»: القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير، و «السداد»: الاستقامة والإصابة. و «يتغمدني»: يلبسني ويسترني. قال العلماء: معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى، قالوا: وهي من جوامع الكلم، وهي نظام الأمور؛ وبالله التوفيق. في هذا الحديث: دلالة على أنه ليس أحد من الخلق يقدر على توفية حق الربوبية. لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل». ولكن الأعمال سبب لدخول الجنة. كما قال تعالى: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} [النحل (32)]، والتوفيق للأعمال الصالحة من فضل الله ورحمته.