كتاب الأطعمة
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول - وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه -: (إن الحلال بين، والحرام بين وبينهما مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات: استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات: وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا وهي القلب) ⦗٢٦٠⦘
بين: ظاهر وواضح، وهو ما نص الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أو أجمع المسلمون على تحليله بعينه أو تحريمه بعينهمشتبهات: جمع مشتبه، وهو مشكل؛ لما فيه من عدم الوضوح في الحل والحرمة.
اتق الشبهات: ابتعد عنها.
استبرأ لدينه وعرضه: طلب البراءة لدينه من النقص ولعرضه من الطعن.
وقع في الشبهات: اجترأ على الوقوع في الشبهات، التي أشبهت الحلال من وجه والحرام من وجه آخر.
الحمى: المحمي وهو ما يحميه الخليفة أو نائبه من الأرض المباحة لدواب المجاهدين، ويمنع غيرهم عنه
يوشك: يقرب.
أن يرتع فيه: أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه.
محارمه: المعاصي التي حرمها الله تعالى كالقتل والسرقة.
مضغة: قطعة من اللحم قدر ما يمضغ في الفم.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا، وأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة، فذبحها وبعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوركها وفخذيها. فقبله). لغبوا: أعيوا. أهـ
أنفجنا: أثرنا.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لحوم الحمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل).
ولمسلم وحده قال (أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش، ⦗٢٦١⦘ ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحمار الأهلي).
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: (أصابتنا مجاعة ليالي خيبر، فلما كان يوم خيبر: وقعنا في الحمر الأهلية، فانتحرناها فلما غلت بها القدور: نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أكفئوا القدور، وربما قال: ولا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا).
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة، فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله بما يريد أن يأكل فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده، فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه، قال خالد: فاجتررته، فأكلته. والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر). ⦗٢٦٢⦘
المحنوذ: المشوي بالرصف وهي الحجارة المحماة. أهـ
الضب: حيوان صغير معروف خشن الذنب.
أعافه: أكره أكله.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن زهدم بن مضرب الجرمي قال: (كنا عند أبي موسى الأشعري. فدعا بمائدة، وعليها لحم دجاج، فدخل رجل من بني تيم الله، أحمر، شبيه بالموالي فقال: هلم، فتلكأ فقال: هلم، فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل منه).
فتلكأ: تردد.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال (أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إنا بأرض قوم أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ وفي أرض صيد، أصيد بقوسي وبكلبي الذي ليس بمعلم، وبكلبي المعلم. فما يصلح لي؟ قال: أما ما ذكرت - يعني من آنية أهل الكتاب -: فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها، وكلوا فيها. وما صدت بقوسك، فذكرت اسم الله عليه فكل، وما صدت بكلبك المعلم، فذكرت اسم الله عليه فكل، وما صدت بكلبك غير المعلم فأدركت ذكاته فكل).
بقوسي: آلة رمي قديمة معروفة.
كلبي المعلم: المدرب.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن همام بن الحارث عن عدي بن حاتم قال: (قلت: يا رسول الله، إني أرسل الكلاب المعلمة، فيمسكن علي، وأذكر اسم الله؟ فقال: إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله، فكل ما أمسك عليك. قلت: وإن قتلن؟ قال: وإن قتلن، ما لم يشركها كلب ليس منها. قلت: فإني أرمي بالمعراض الصيد، فأصيب؟ فقال: إذا رميت بالمعراض فخزق، فكله وإن أصابه بعرضه فلا تأكله).
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
وحديث الشعبي عن عدي نحوه، وفيه: (إلا أن يأكل الكلب، فإن أكل فلا تأكل، فإني أخاف أن يكون إنما أمسك على نفسه. وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل، فإنما سميت على كلبك، ولم تسم على غيره).
وفيه (إذا أرسلت كلبك المكلب فاذكر اسم الله عليه، فإن أمسك عليك فأدركته حيا فاذبحه، وإن أدركته قد قتل ولم يأكل منه فكله، فإن أخذ الكلب ذكاته).
وفيه أيضا (إذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله عليه) وفيه (وإن غاب عنك يوما أو يومين).
وفي رواية (اليومين والثلاثة فلم تجد فيه إلا أثر سهمك فكل إن شئت، فإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل، فإنك لا تدري: الماء قتله، أو سهمك؟). ⦗٢٦٥⦘
المعراض: عصا رأسها محنية.
فخرق: نفذ في الشيء المرمي به.
المكلب: المدرب.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (من اقتنى كلبا - إلا كلب صيد، أو ماشية - فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان). قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: (أو كلب حرث)، وكان صاحب حرث.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة من تهامة، فأصاب الناس جوع فأصابوا إبلا وغنما، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في أخريات القوم، فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقدور فأكفئت، ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير، فند منها بعير فطلبوه فأعياهم، وكان في القوم خيل يسيرة فأهوى رجل منهم بسهم، فحبسه الله. فقال: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما ند عليكم منها فاصنعوا به هكذا، قلت: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدا، وليس معنا مدى. أفنذبح بالقصب؟ قال: ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه، فكلوه، ليس السن والظفر، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن: فعظم، وأما الظفر: فمدى الحبشة). ⦗٢٦٦⦘
ند: هرب.
أعياهم: أعجزهم.
أوابد: جمع «آبدة» وهي الغريبة المتوحشة، أي أن لها توحشا ونفورا.
أنهر الدم: أساله وأجراه.
فمدى الحبشة: جمع «مدية» وهي السكين.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: (ضحى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما).
الأملح: الأغبر وهو الذي فيه سواد وبياض. ⦗٢٦٧⦘
صفاحهما: صفحة كل شيء وجهه وجانبه. والمراد صفاح أعناقهما.