فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
مضاعفة ثواب الحسنات تكون بأمور، منها:
الأول: الزمان، مثاله: قول النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من ذي الحجة: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: (ولا الجهاد في سبيل).
هذا عظم ثواب العمل بالزمن، ومن ذلك قوله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر).
الثاني: باعتبار المكان، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام).
الثالث: باعتبار العمل، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه) فالعمل الواجب أفضل من التطوع.
الرابع: باعتبار العامل، قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد وقد وقع بينه وبين عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم ما وقع: (لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
قلـــت:
في النسخة المطبوعة ورد الحديث بلفظ (ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه) والصواب ما أثبته. (فهد).
الخامس: يتفاضل العمل بالإخلاص، فلدينا ثلاثة رجال: رجل نوى بالعمل امتثال أمر الله جل وعلا والتقرب إليه، وآخر نوى بالعمل أنه يؤدي واجباً، وقد يكون كالعادة، والثالث نوى شيئاً من الرياء أو شيئاً من الدنيا.
فالأكمل فيهم: الأول، ولهذا ينبغي لنا ونحن نقوم بالعبادة أن نستحضر أمر الله بها، ثم نستحضر متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، حتى يتحقق لنا الإخلاص والمتابعة.
وهناك وجوه أخرى في المفاضلة تظهر للمتأمل ومتدبر الأدلة.