فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
هنا إشكال وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لن يدخل أحد الجنة بعمله) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).
فكيف يُجمع بين هذا الحديث وبين النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان يدخل الجنة بعمله؟
أجاب العلماء، فقهاء الإسلام، أطباء القلوب والأبدان، ممن علمهم الله ذلك فقالوا:
الباء لها معنيان: تارة تكون للسببية، وتارة تكون للعوض.
فإذا قلت: بعت عليك هذا الكتاب بدرهم، فهذه للعوض.
وإذا قلت: أكرمتك بإكرامك إياي، فهذه السببية.
فالمنفي هو باء العوض، والمثبت باء السببية.
فقـالـوا: معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل أحد الجنة بعمله) أي على أن ذلك معاوضة، لأنه لو أراد الله عز وجل أن يعاوض العباد بأعمالهم ويجازيهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل ما عمل