فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
أود أن أذكر نفسي وإياكم بمسألة مهمة وهي:
كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة، لكن أكثر الأحيان يريد الإنسان أن يقوم بشرط العبادة فقط، وهذا لا بأس به، ويحصل به المقصود، لكن هناك شيء أعلى وأتم:
أولاً: إذا أردت أن تتوضأ استشعر أنك ممتثل لأمر الله في قوله: (يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) حتى يتحقق لك معنى العبادة.
ثانياً: إذا توضأت استشعر أنك متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين) حينئذ يكون الإخلاص والمتابعة.
ثالثاً: احتسب الأجر على الله عز وجل بهذا الوضوء، لأن هذا الوضوء يكفر الخطايا، فتخرج خطايا اليد مع آخر قطرة من قطرات الماء بعد غسل اليد،وهكذا بقية أعضاء الوضوء.
هذه المعاني الثلاثة العظيمة الجليلة أكثر الأحيان نغفل عنها، كذلك إذا أردت أن تصلي وقمت للصلاة استشعر أمر الله بقوله: (وأقيموا الصلاة) ثم استشعر أنك تابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) ثم احتسب الأجر، لأن هذه الصلاة كفارة لما بينها وبين الصلاة الأخرى، وهلم جرا.
يفوتنا هذا كثيراً ولذلك تجدنا ـ نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ـ لا نصطبغ بآثار العبادة كما ينبغي وإلا فنحن نشهد بالله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن من من الناس إذا صلى تغير فكره ونهته صلاته عن الفحشاء والمنكر؟ ! اللهم إلا قليل، لأن المعاني المقصودة مفقودة.